هل الافرازات البنية تفسد الصيام

هل الافرازات البنية تفسد الصيام

هل الافرازات البنية تفسد الصيام؟

المقدمة:

الصيام هو عبادة عظيمة من العبادات التي فرضها الله تعالى على المسلمين في شهر رمضان المبارك، وقد وردت أحاديث كثيرة عن فضل الصيام وأجره العظيم، ولذا فإن المسلمين حريصون على أداء هذه العبادة على أكمل وجه، ومن الأمور التي قد تشغل بال الصائمين هو حكم الإفرازات البنية على الصيام، وهل تفسده أم لا، وفي هذا المقال سوف نتناول هذا الموضوع بالتفصيل.

الإفرازات البنية:

الإفرازات البنية هي إفرازات طبيعية تفرزها الغدد النسائية لدى المرأة، وتختلف طبيعة هذه الإفرازات ولونها وكميتها باختلاف المرحلة العمرية للمرأة، فقد تكون هذه الإفرازات شفافة أو بيضاء أو صفراء أو بنية، وقد تكون خفيفة أو متوسطة أو غزيرة، وقد تزداد هذه الإفرازات في بعض الأحيان بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث في جسم المرأة، مثل فترة الحمل أو الدورة الشهرية أو سن اليأس.

حكم الإفرازات البنية على الصيام:

اختلف العلماء في حكم الإفرازات البنية على الصيام، فذهب بعضهم إلى أنها لا تفسد الصيام، واستدلوا على ذلك بما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (أنزل عليَّ وأنا صائمة، فأتيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقلتُ: يا رسولَ الله أنزلَ عليَّ وأنا صائمة، فقال: هو رُعافٌ أو عرق، فصُمي)، وقال آخرون أن الإفرازات البنية تفسد الصيام، واستدلوا على ذلك بأنها من جنس الدم، والدم يفسد الصيام.

الراجح من أقوال العلماء:

الراجح من أقوال العلماء هو أن الإفرازات البنية لا تفسد الصيام، وذلك لأنها ليست من جنس الدم، ولا يلحق حكمها بحكم الدم، وإنما هي إفرازات طبيعية تفرزها الغدد النسائية لدى المرأة، ولا حرج في خروجها أثناء الصيام، ولا تبطل الصوم، ويمكن للمرأة التي تخرج منها هذه الإفرازات أن تكمل صيامها دون قضاء أو كفارة.

أقوال العلماء في حكم الإفرازات البنية على الصيام:

القول الأول: ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الإفرازات البنية لا تفسد الصيام، واستدلوا على ذلك بما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (أنزل عليَّ وأنا صائمة، فأتيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقلتُ: يا رسولَ الله أنزلَ عليَّ وأنا صائمة، فقال: هو رُعافٌ أو عرق، فصُمي).

القول الثاني: ذهب بعض العلماء إلى أن الإفرازات البنية تفسد الصيام، واستدلوا على ذلك بأنها من جنس الدم، والدم يفسد الصيام.

القول الثالث: ذهب بعض العلماء إلى التفصيل في حكم الإفرازات البنية، فإذا كانت الإفرازات بنية داكنة وذات رائحة كريهة، فإنها تفسد الصيام، أما إذا كانت الإفرازات بنية فاتحة وبدون رائحة كريهة، فإنها لا تفسد الصيام.

حكم خروج الإفرازات البنية من الفرج أثناء الصيام:

إذا خرجت الإفرازات البنية من الفرج أثناء الصيام، فإن هذا لا يبطل الصيام، لأن الإفرازات البنية ليست من جنس الدم، ولا يلحق حكمها بحكم الدم.

يمكن للمرأة التي تخرج منها الإفرازات البنية أثناء الصيام أن تكمل صيامها دون قضاء أو كفارة.

لا حرج في غسل الإفرازات البنية من الفرج أثناء الصيام، ويمكن للمرأة أن تتوضأ بعد الغسل وتكمل صيامها.

حكم خروج الإفرازات البنية من الرحم أثناء الصيام:

إذا خرجت الإفرازات البنية من الرحم أثناء الصيام، فإن هذا يبطل الصيام، لأن الإفرازات البنية من الرحم تعتبر من جنس الدم.

يجب على المرأة التي تخرج منها الإفرازات البنية من الرحم أثناء الصيام أن تقضي هذا اليوم بعد انتهاء شهر رمضان المبارك.

لا يجزئ عن المرأة التي تخرج منها الإفرازات البنية من الرحم أثناء الصيام أن تدفع كفارة، بل يجب عليها أن تقضي هذا اليوم.

حكم نزول الإفرازات البنية بعد الدورة الشهرية أثناء الصيام:

إذا نزلت الإفرازات البنية بعد الدورة الشهرية أثناء الصيام، فإن هذا لا يبطل الصيام، لأن الإفرازات البنية بعد الدورة الشهرية ليست من جنس الدم.

يمكن للمرأة التي تنزل منها الإفرازات البنية بعد الدورة الشهرية أثناء الصيام أن تكمل صيامها دون قضاء أو كفارة.

لا حرج في غسل الإفرازات البنية بعد الدورة الشهرية أثناء الصيام، ويمكن للمرأة أن تتوضأ بعد الغسل وتكمل صيامها.

الخاتمة:

الراجح من أقوال العلماء هو أن الإفرازات البنية لا تفسد الصيام، وذلك لأنها ليست من جنس الدم، ولا يلحق حكمها بحكم الدم، وإنما هي إفرازات طبيعية تفرزها الغدد النسائية لدى المرأة، ولا حرج في خروجها أثناء الصيام، ولا تبطل الصوم، ويمكن للمرأة التي تخرج منها هذه الإفرازات أن تكمل صيامها دون قضاء أو كفارة.

أضف تعليق