المقدمة:
في القانون الإسلامي، هناك قواعد محددة لتوزيع الميراث بين الورثة، وتختلف هذه القواعد باختلاف درجة القرابة بين المتوفى والوارث. وتعتبر الأم من الفئة الأولى في الميراث، حيث ترث ابنها المتوفى دون الحاجة إلى وجود ذكر ذكر، ولكن توجد بعض الحالات الخاصة التي قد لا ترث فيها الأم ابنها، وذلك وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية.
1- حالات إرث الأم لابنها:
إذا كان الابن لا يوجد له أب على قيد الحياة، فإن الأم ترثه بالكامل.
إذا كان الابن له أب على قيد الحياة، فإن الأم ترثه بالفرض، وهو نصيب محدد من التركة، ويختلف هذا النصيب باختلاف عدد الورثة الآخرين.
إذا كان الابن له أب وأم وأخوة أشقاء أو أخوات شقيقات، فإن الأم ترث سدس التركة، بينما يرث الأب الباقي.
أما إذا كان الابن له أب وأم وأخوة لأب أو أخوات لأب، فإن الأم ترث ثمن التركة، بينما يرث الأب الباقي.
2- حالات عدم إرث الأم لابنها:
إذا كان الابن متزوجًا وله أبناء أو أحفاد، فإن الأم لا ترثه، حيث ينتقل الميراث إلى أبنائه أو أحفاده.
إذا كان الابن قد أوصى بجزء من تركته لشخص آخر غير أمه، فإن الأم لا ترث هذا الجزء، بل ينتقل إلى الشخص الذي أوصى له الابن.
إذا كانت الأم قد قتلت ابنها عمدًا أو خطأً، فإنها لا ترثه، وذلك لأنها تعتبر قاتلة له.
3- نصيب الأم من الميراث:
إذا كان الابن لا يوجد له أب على قيد الحياة، فإن الأم ترثه بالكامل، أي جميع أمواله وديونه.
إذا كان الابن له أب على قيد الحياة، فإن الأم ترث سدس التركة إذا كان هناك أبناء أو أحفاد للابن، وترث ثمن التركة إذا لم يكن هناك أبناء أو أحفاد للابن.
إذا كان الابن له أب وأم وأخوة أشقاء أو أخوات شقيقات، فإن الأم ترث سدس التركة.
أما إذا كان الابن له أب وأم وأخوة لأب أو أخوات لأب، فإن الأم ترث ثمن التركة.
4- متى يحق للأم المطالبة بالميراث؟
يحق للأم المطالبة بالميراث بعد وفاة ابنها مباشرة، وذلك من خلال تقديم طلب إلى المحكمة الشرعية المختصة.
يجب أن تقدم الأم للمحكمة الشرعية جميع الوثائق التي تثبت نسبها إلى الابن المتوفى، مثل شهادة الميلاد أو شهادة الوفاة.
يجب أن تقدم الأم للمحكمة الشرعية أيضًا جميع الوثائق التي تثبت ملكية الابن المتوفى للأموال التي يريد ورثتها المطالبة بها.
5- إجراءات تقسيم الميراث:
بعد أن تقرر المحكمة الشرعية أحقية الأم في الميراث، يتم تقسيم التركة بين الورثة وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية.
إذا كان هناك خلاف بين الورثة على تقسيم التركة، فإن المحكمة الشرعية هي التي تتولى حل هذا الخلاف.
إذا كان أحد الورثة قاصرًا أو غائبًا، فإن المحكمة الشرعية هي التي تتولى حفظ نصيبه من التركة حتى بلوغه سن الرشد أو عودته.
6- حقوق الأم في ميراث ابنها:
للأم الحق في التصرف في نصيبها من الميراث كما تشاء، سواء من خلال بيعه أو تأجيره أو التصرف فيه بأي طريقة أخرى.
للأم الحق في توريث نصيبها من الميراث لأولادها أو أحفادها أو أي شخص آخر تريده.
للأم الحق في المطالبة بنصيبها من الميراث من أي شخص يحوزه بدون وجه حق.
7- واجبات الأم في ميراث ابنها:
على الأم أن تدفع ديون ابنها المتوفى من نصيبها في الميراث، إذا لم يكن للابن مال آخر يمكن سداد ديونه منه.
على الأم أن تحتفظ بنصيب ابنها من الميراث إذا كان قاصرًا أو غائبًا، حتى بلوغه سن الرشد أو عودته.
على الأم أن تتصرف في نصيب ابنها من الميراث بما فيه مصلحة الابن وأسرته.
الخاتمة:
إن الأم لها حق في ميراث ابنها المتوفى، ولكن هذا الحق يختلف باختلاف الحالات، حيث ترث الأم ابنها بالكامل إذا لم يكن له أب على قيد الحياة، وترثه بالفرض إذا كان له أب على قيد الحياة. وتحدد الشريعة الإسلامية نصيب الأم في الميراث وفقًا لعدد الورثة الآخرين، كما تحدد أيضًا حالات عدم إرث الأم لابنها. ويحق للأم المطالبة بالميراث بعد وفاة ابنها مباشرة، وذلك من خلال تقديم طلب إلى المحكمة الشرعية المختصة.