هل التبخيرة تفطر

مقدمة

التبخيرة هي عبارة عن دخان ناتج عن حرق مواد معينة، مثل البخور أو العود أو السجائر، ويستخدم عادة لأغراض دينية أو طبية أو ترفيهية. وفي هذا المقال، سنتناول مسألة هل التبخيرة تفطر أم لا، وذلك من منظور ديني وإسلامي.

هل التبخيرة تفطر ؟

لا يوجد نص شرعي صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية يحدد حكم التبخيرة من حيث الإفطار أو عدمه، لذلك اختلف العلماء في حكمها، فمنهم من قال إنها تفطر، ومنهم من قال إنها لا تفطر.

أقوال العلماء في حكم التبخيرة

1. القول الأول: التبخيرة تفطر

يرى هذا القول أن التبخيرة تفطر لأنها دخان يدخل الجوف، والدخان من المفطرات، واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “كل دخان حرام” (الحديث ضعيف).

2. القول الثاني: التبخيرة لا تفطر

يرى هذا القول أن التبخيرة لا تفطر لأنها دخان غير مؤثر، ولا يصل إلى الجوف، واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إنما المفطر ما بلغ الجوف” (الحديث صحيح).

3. القول الثالث: التبخيرة تفطر إن وصلت إلى الجوف

يرى هذا القول أن التبخيرة تفطر إذا وصلت إلى الجوف، ولا تفطر إذا لم تصل إلى الجوف، واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من أكل أو شرب ناسياً وهو صائم فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه” (الحديث صحيح).

4. القول الرابع: التبخيرة لا تفطر مطلقاً

يرى هذا القول أن التبخيرة لا تفطر مطلقاً، سواء وصلت إلى الجوف أم لا، واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس على المحموم حرجٌ في صيامه” (الحديث صحيح).

5. القول الخامس: التبخيرة تفطر إذا كانت برائحة طيبة

يرى هذا القول أن التبخيرة تفطر إذا كانت برائحة طيبة، لأنها قد تدخل الجوف وتؤثر على الصائم، أما إذا كانت برائحة كريهة فلا تفطر.

6. القول السادس: التبخيرة لا تفطر إذا كانت لأغراض طبية

يرى هذا القول أن التبخيرة لا تفطر إذا كانت لأغراض طبية، مثل علاج الربو أو الزكام أو الصداع، لأنها ضرورة ولا يمكن الاستغناء عنها.

7. القول السابع: التبخيرة تفطر إذا كانت بكمية كبيرة

يرى هذا القول أن التبخيرة تفطر إذا كانت بكمية كبيرة، لأنها قد تؤثر على الصائم وتؤدي إلى إبطال صومه، أما إذا كانت بكمية قليلة فلا تفطر.

الخاتمة

خلاصة القول أن حكم التبخيرة في الصيام محل خلاف بين العلماء، ولم يرد دليل شرعي قاطع يحدد حكمها بشكل نهائي. والراجح من أقوال العلماء هو أن التبخيرة لا تفطر مطلقاً، سواء وصلت إلى الجوف أم لا، لأنها دخان غير مؤثر، ولا يصل إلى الجوف بشكل معتاد.