هل العادة سرية حرام ام حلال

هل العادة سرية حرام ام حلال

المقدمة:

تعد العادة السرية من المواضيع الشائكة التي أثارت الكثير من الجدل على مر العصور. فهي ممارسة جنسية يقوم بها الشخص بنفسه، ويمكن أن تشمل المداعبة والتحفيز الذاتي للأعضاء التناسلية. وقد اختلف العلماء والفقهاء والمفكرون حول حكم تلك الممارسة، وتباينت الآراء بين المحرِّم والمباح، وذلك وفقًا للاختلاف في المرجعية والمنهجية. ومن خلال هذا المقال، سنتناول حكم العادة السرية من منظور ديني وثقافي واجتماعي، ونستعرض الأدلة والبراهين التي استند عليها كل رأي.

حكم العادة السرية في الإسلام:

اختلفت المدارس الفقهية الإسلامية في حكم العادة السرية، فبعضها حرمها تحريمًا مطلقًا، وبعضها أباحها بشرط ألا تكون مصحوبة بالاستمناء، والبعض الآخر رأى أنها مكروهة أو مباحة بشكل عام.

المذهب الحنفي: حرم المذهب الحنفي العادة السرية تحريمًا مطلقًا، مستندًا إلى أنها ممارسة محرمة في الإسلام لما فيها من إثارة للشهوة وإهدار للمني.

المذهب المالكي: أباح المذهب المالكي العادة السرية بشرط ألا تكون مصحوبة بالاستمناء، مستندًا إلى أن الاستمناء هو الذي يعتبر محرمًا في الإسلام لأنه يؤدي إلى إخراج المني.

المذهب الشافعي: رأى المذهب الشافعي أن العادة السرية مكروهة، مستندًا إلى أنها ممارسة غير محمودة شرعًا ولكنها لا تصل إلى حد التحريم.

المذهب الحنبلي: أجاز المذهب الحنبلي العادة السرية بشكل عام، مستندًا إلى أنها ممارسة مباحة لا يوجد دليل شرعي على تحريمها.

حكم العادة السرية في المسيحية:

اختلفت المذاهب المسيحية أيضًا في حكم العادة السرية، فبعضها حرمها تحريمًا مطلقًا، وبعضها أباحها بشرط ألا تكون مصحوبة بالاستمناء، والبعض الآخر رأى أنها مكروهة أو مباحة بشكل عام.

الكنيسة الكاثوليكية: حرمت الكنيسة الكاثوليكية العادة السرية تحريمًا مطلقًا، مستندة إلى أنها ممارسة غير طبيعية ومنافية للقيم المسيحية.

الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية: أباحت الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية العادة السرية بشرط ألا تكون مصحوبة بالاستمناء، مستندة إلى أن الاستمناء هو الذي يعتبر محرمًا في المسيحية لأنه يؤدي إلى إخراج المني.

الكنيسة البروتستانتية: رأت الكنيسة البروتستانتية أن العادة السرية مكروهة، مستندة إلى أنها ممارسة غير محمودة أخلاقيًا ولكنها لا تصل إلى حد التحريم.

حكم العادة السرية في اليهودية:

اختلفت المذاهب اليهودية أيضًا في حكم العادة السرية، فبعضها حرمها تحريمًا مطلقًا، وبعضها أباحها بشرط ألا تكون مصحوبة بالاستمناء، والبعض الآخر رأى أنها مكروهة أو مباحة بشكل عام.

المذهب الأرثوذكسي: حرم المذهب الأرثوذكسي العادة السرية تحريمًا مطلقًا، مستندًا إلى أنها ممارسة منافية للقيم اليهودية وتخالف تعاليم التوراة.

المذهب الإصلاحي: أباح المذهب الإصلاحي العادة السرية بشرط ألا تكون مصحوبة بالاستمناء، مستندًا إلى أن الاستمناء هو الذي يعتبر محرمًا في اليهودية لأنه يؤدي إلى إخراج المني.

المذهب المحافظ: رأى المذهب المحافظ أن العادة السرية مكروهة، مستندًا إلى أنها ممارسة غير محمودة أخلاقيًا ولكنها لا تصل إلى حد التحريم.

الآثار الصحية والاجتماعية للعادة السرية:

تختلف الآثار الصحية والاجتماعية للعادة السرية حسب طبيعة الممارسة والأسباب الكامنة وراءها، وهي تتراوح بين الآثار الإيجابية والآثار السلبية:

الآثار الإيجابية: قد يكون للعادة السرية بعض الآثار الإيجابية، مثل تخفيف التوتر والقلق والمساعدة على النوم وتحسين الصحة العامة.

الآثار السلبية: قد يكون للعادة السرية أيضًا بعض الآثار السلبية، مثل زيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض الجنسية والإدمان على ممارسة العادة السرية والعزلة الاجتماعية.

حكم العادة السرية في القانون:

تختلف القوانين التي تحكم العادة السرية من بلد إلى آخر، ففي بعض البلدان تعتبر العادة السرية جريمة يعاقب عليها القانون، بينما في بلدان أخرى تعتبر ممارسة مباحة لا يعاقب عليها القانون.

القوانين التي تحرم العادة السرية: في بعض البلدان، مثل المملكة العربية السعودية وإيران ومصر، تعتبر العادة السرية جريمة يعاقب عليها القانون، وذلك استنادًا إلى اعتبارات دينية أو أخلاقية.

القوانين التي تباح العادة السرية: في بلدان أخرى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا، تعتبر العادة السرية ممارسة مباحة لا يعاقب عليها القانون، وذلك استنادًا إلى اعتبارات الحرية الشخصية والحق في ممارسة الجنس.

حكم العادة السرية بين الثقافات المختلفة:

تختلف وجهات النظر حول حكم العادة السرية بين الثقافات المختلفة، ففي بعض الثقافات تعتبر العادة السرية ممارسة مقبولة وطبيعية، بينما في ثقافات أخرى تعتبر ممارسة محرمة أو غير مقبولة.

الثقافات التي تقبل العادة السرية: في بعض الثقافات، مثل الثقافة الغربية، تعتبر العادة السرية ممارسة مقبولة وطبيعية لا يوجد فيها أي عيب أو حرج.

الثقافات التي تحرم العادة السرية: في ثقافات أخرى، مثل الثقافة الإسلامية، تعتبر العادة السرية ممارسة محرمة وغير مقبولة، وترى أنها منافية للقيم والأخلاق الدينية.

الخاتمة:

إن حكم العادة السرية يختلف حسب المرجعية والمنهجية التي يتم اتباعها، حيث توجد آراء مختلفة حول حكمها في الإسلام والمسيحية واليهودية، كما تختلف الآثار الصحية والاجتماعية والقانونية والثقافية للعادة السرية حسب طبيعة الممارسة والأسباب الكامنة وراءها. وفي النهاية، يجب على كل فرد أن يكون على دراية بآراء المختلفة حول العادة السرية وأن يتخذ القرار المناسب له بشأن ممارستها أو الامتناع عنها.

أضف تعليق