هل العادة سرية حرام للبنات

هل العادة سرية حرام للبنات

المقدمة:

العادة السرية أو الاستمناء هو ممارسة جنسية يقوم بها الشخص بمفرده من خلال تحفيز الأعضاء التناسلية، وهي من الأمور التي أثارت الجدل بين الفقهاء والمفكرين على مر العصور، فمنهم من يراها حراماً ومنهم من يبيحها، واختلفت الآراء بناءً على الأدلة الشرعية والعلمية والاجتماعية. في هذا المقال، سنناقش حكم العادة السرية في الإسلام للبنات، مستعرضين الآراء المختلفة وأدلتها، ونستكشف الأسباب الكامنة وراء ممارسة الفتيات للعادة السرية، وأخيراً نقدم نصائح للبنات للابتعاد عن هذه الممارسة.

1. حكم العادة السرية للبنات في الإسلام:

– ذهب جمهور الفقهاء إلى تحريم العادة السرية للبنات، مستندين إلى عدد من الأدلة الشرعية، من بينها:

– قوله تعالى: ﴿ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً﴾ (الإسراء: 32)، واعتبروا أن العادة السرية هي نوع من الزنى لأنها تؤدي إلى إشباع الرغبة الجنسية خارج إطار الزواج الشرعي.

– قوله صلى الله عليه وسلم: “من أتى امرأة في دبرها حرم عليه الجنة” (رواه أبو داود والترمذي)، واعتبروا أن العادة السرية هي نوع من إيلاج شيء في الدبر، وبالتالي فهي محرمة.

2. الأسباب الكامنة وراء ممارسة الفتيات للعادة السرية:

– الجهل وعدم المعرفة: قد تمارس الفتيات العادة السرية بدافع الفضول أو الجهل، فقد لا تكون على دراية بأن هذه الممارسة محرمة أو ضارة، وقد تظن أنها طريقة طبيعية لإشباع الرغبة الجنسية.

– الفراغ والملل: قد تمارس الفتيات العادة السرية كوسيلة لقضاء وقت الفراغ أو للتخلص من الملل، وخاصة في غياب الأنشطة الترفيهية الأخرى أو الأصدقاء.

– المشاكل النفسية: قد تكون العادة السرية إحدى أعراض الاضطرابات النفسية لدى الفتيات، مثل الاكتئاب أو القلق أو اضطراب الشخصية الحدية، وقد تمارسها كوسيلة للتخفيف من هذه الاضطرابات.

3. الآثار السلبية للعادة السرية على البنات:

– الضرر الجسدي: قد تؤدي العادة السرية إلى عدد من المشاكل الصحية لدى الفتيات، مثل:

– التهاب المهبل والمسالك البولية، وذلك بسبب الإفراط في تحفيز الأعضاء التناسلية.

– ضعف العضلات المهبلية، مما قد يؤثر على المتعة الجنسية في المستقبل.

– حدوث جروح أو تمزقات في المهبل، خاصة إذا كانت الفتاة تستخدم أدوات غير مناسبة لتحفيز نفسها.

– الضرر النفسي: قد تؤدي العادة السرية إلى عدد من المشاكل النفسية لدى الفتيات، مثل:

– الشعور بالذنب والعار، لأنها تمارس شيئًا محرمًا في نظر المجتمع.

– الإصابة بالاكتئاب والقلق، بسبب الشعور بالوحدة والعزلة الناتجين عن ممارسة العادة السرية بشكل سري.

– اضطرابات في النوم والأكل، بسبب الشعور بالقلق والتوتر.

4. نصائح للبنات للابتعاد عن العادة السرية:

– التربية الجنسية: يحتاج الآباء إلى توعية بناتهم حول العادة السرية ومخاطرها، وذلك من خلال توفير معلومات صحيحة ودقيقة عن الجنس وأهمية المحافظة على العفة والطهارة.

– ممارسة الرياضة: تعد الرياضة إحدى الطرق الفعالة للحد من الرغبة الجنسية لدى الفتيات، لأنها تفرز هرمونات الإندورفين التي لها تأثير مهدئ ومريح.

– الانشغال بالأنشطة المفيدة: يمكن للفتيات الابتعاد عن العادة السرية من خلال الانشغال بأنشطة مفيدة وممتعة، مثل: القراءة، والرسم، والكتابة، والموسيقى، والرياضة، والتطوع في الأعمال الخيرية.

– طلب المساعدة المهنية: إذا كانت الفتاة تعاني من مشاكل نفسية أو اضطرابات جنسية، فعليها طلب المساعدة المهنية من طبيب نفسي أو معالج نفسي، حيث يمكن أن يساعدها في فهم أسباب هذه المشاكل وتقديم العلاج المناسب لها.

الخلاصة:

حكم العادة السرية للبنات في الإسلام هو التحريم، استدلالاً بالأدلة الشرعية والعلمية والاجتماعية، ويترتب على ممارستها عدد من الآثار السلبية على الفتيات، سواء على الجانب البدني أو النفسي، ولذلك يجب على الآباء والأمهات توعية بناتهم حول مخاطرها وتقديم الدعم والمساعدة لهن للابتعاد عنها.

أضف تعليق