هل الغائط يبطل المسح على الخفين

هل الغائط يبطل المسح على الخفين

مقدمة

المسح على الخفين من الرخص الشرعية التي أباحها الإسلام للمسافرين والمقيمين على حد سواء، وذلك تيسيراً عليهم وتخفيفاً من المشقة التي قد تلحق بهم نتيجة غسل القدمين في كل وضوء. ومع ذلك، فقد اختلفت الآراء حول مدى جواز المسح على الخفين بعد الغائط، فذهب بعض العلماء إلى أنه يبطل المسح، بينما ذهب آخرون إلى أنه لا يبطله. وفي هذا المقال، سوف نتناول هذا الخلاف بالتفصيل، ونستعرض الأدلة التي استند إليها كل فريق.

أولاً: تعريف الغائط

الغائط هو كل ما يخرج من السبيلين، سواء كان براً أم غائطاً أم ريحاً. وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الوضوء مما خرج من السبيلين، والغُسل مما خرج من الدبر”. وهذا الحديث يدل على أن الغائط من الأمور التي توجب الوضوء، وذلك لأنه يخرج من أحد السبيلين.

ثانياً: تعريف المسح على الخفين

المسح على الخفين هو تمرير اليد المبلولة على ظاهر الخفين، وذلك بدلاً من غسل القدمين. وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “المسافر يمسح على خفيه ثلاثة أيام ولياليهن، والمقيم يوماً وليلة”. وهذا الحديث يدل على أن المسح على الخفين جائز للمسافر والمقيم على حد سواء، وذلك لمدة ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويوم وليلة للمقيم.

ثالثاً: أقوال العلماء في حكم المسح على الخفين بعد الغائط

اختلف العلماء في حكم المسح على الخفين بعد الغائط على قولين:

القول الأول: يبطل المسح على الخفين بعد الغائط.

استدل أصحاب هذا القول بعدد من الأدلة، منها:

1. حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: “الوضوء مما خرج من السبيلين، والغُسل مما خرج من الدبر”. وهذا الحديث يدل على أن الغائط من الأمور التي توجب الوضوء، وبالتالي فإن المسح على الخفين بعد الغائط يبطل لأن الوضوء يبطل المسح.

2. أن الغائط نجس، وبالتالي فإن المسح على الخفين بعد الغائط يجعلهما نجسين أيضاً، وهذا لا يجوز لأن المسح على الخفين لا يجوز إلا إذا كان الخفان طاهرين.

القول الثاني: لا يبطل المسح على الخفين بعد الغائط.

استدل أصحاب هذا القول بعدد من الأدلة، منها:

1. حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: “المسافر يمسح على خفيه ثلاثة أيام ولياليهن، والمقيم يوماً وليلة”. وهذا الحديث يدل على أن المسح على الخفين جائز للمسافر والمقيم على حد سواء، وذلك لمدة ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويوم وليلة للمقيم، ولم يستثن النبي صلى الله عليه وسلم حالة الغائط من ذلك.

2. أن الغائط لا ينجس الخفين إلا إذا كان مائلاً، أي أنه يحتوي على لون أو رائحة أو طعم، أما إذا كان يابساً أو متجمداً فإنه لا ينجس الخفين.

3. أن المسح على الخفين رخصة شرعية، والرخص لا تُحمل على التضييق، وبالتالي فإن المسح على الخفين بعد الغائط لا يبطل المسح لأن الغائط لا ينجس الخفين.

رابعاً: ضوابط المسح على الخفين بعد الغائط

إذا أراد المسلم أن يمسح على خفيه بعد الغائط، فعليه أن يتبع الضوابط التالية:

1. أن يكون الغائط يابساً أو متجمداً، أي أنه لا يحتوي على لون أو رائحة أو طعم.

2. أن يكون الخفان طاهرين، أي أنهما لم يُمسهما نجاسة.

3. أن يكون المسح على ظاهر الخفين، أي أنه لا يجوز المسح على باطن الخفين.

خامساً: الحكمة من جواز المسح على الخفين

لقد شرع الله تعالى المسح على الخفين تيسيراً على المسلمين وتخفيفاً من المشقة التي قد تلحق بهم نتيجة غسل القدمين في كل وضوء. فالمسافر قد يضطر إلى قطع مسافات طويلة، وقد لا يجد الماء في طريقه، فشرع له المسح على خفيه حتى يتمكن من أداء الصلاة على أكمل وجه. أما المقيم، فقد يضطر إلى الخروج من منزله عدة مرات في اليوم، فشرع له المسح على خفيه حتى لا يضطر إلى غسل قدميه في كل مرة.

سادساً: شروط جواز المسح على الخفين

يشترط لجواز المسح على الخفين عدة شروط، منها:

1. أن يكون الخفان ساترين لجميع القدمين، أي أن يغطيا القدمين من أطراف الأصابع إلى الكعبين.

2. أن يكون الخفان طاهرين، أي أنهما لم يُمسهما نجاسة.

3. أن يكون المسح على ظاهر الخفين، أي أنه لا يجوز المسح على باطن الخفين.

سابعاً: كيفية المسح على الخفين

يمسح المسلم على خفيه باليد المبلولة، وذلك بوضع اليد على ظاهر الخف الأيمن ومسحه من أطراف الأصابع إلى الكعبين، ثم يفعل نفس الشيء مع الخف الأيسر. ويجب أن يكون المسح على ظاهر الخفين بحيث يغطي جميع أجزاء الخف التي يمكن الوصول إليها باليد المبلولة.

خاتمة

اختلف العلماء في حكم المسح على الخفين بعد الغائط على قولين: القول الأول يبطل المسح على الخفين بعد الغائط، والقول الثاني لا يبطل المسح على الخفين بعد الغائط. وعلى المسلم أن يتبع القول الذي يراه أقرب إلى الصواب، مع مراعاة الضوابط والشروط التي ذكرناها في هذا المقال.

أضف تعليق