هل الغيبة من الكبائر

هل الغيبة من الكبائر

هل الغيبة من الكبائر؟

المقدمة:

الغيبة هي ذكر عيب أخيك وهو غائب عنك، سواء كان العيب في بدنه أو خلقه أو دينه أو نسبه أو ماله، ولا يجوز الغيبة إلا إذا كان الغرض منها إصلاح حال المغتاب، أو التحذير منه، أو الأمر بتجنبه، أو الدعاء له بالهداية والتوبة.

أدلة تحريم الغيبة:

1. قال الله تعالى: “وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ” (الحجرات: 12).

2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الغيبة أشد من الزنا، فإن الرجل ليزني ثم يتوب فيتوب الله عليه، والمغتاب لا يغفر له حتى يغفر له المغتاب” (أخرجه أبو داود).

3. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من اغتاب مسلمًا في الدنيا اغتابه الله يوم القيامة، ومن طعن على مسلم في الدنيا طعن الله عليه يوم القيامة” (أخرجه الحاكم).

أنواع الغيبة:

1. الغيبة الصريحة: وهي ذكر عيب المغتاب بلفظه الصريح، مثل أن تقول: فلان كذاب، أو فلان فاسق، أو فلان سارق.

2. الغيبة الكنائية: وهي ذكر عيب المغتاب بلفظ كنائي، مثل أن تقول: فلان صاحب فلان الفاسق، أو فلان من أهل تلك القرية التي فيها الزناة.

3. الغيبة الإيمائية: وهي الإشارة إلى عيب المغتاب بفعل أو حركة، مثل أن تشير إلى فمه عند ذكر الكذب، أو إلى جيبه عند ذكر السرقة.

حكم الغيبة:

1. الغيبة من الكبائر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اجتنبوا السبع الموبقات، قيل: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات” (رواه البخاري ومسلم).

2. الغيبة من الذنوب التي لا تغفر إلا بتوبة المغتاب، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يزال العبد في خطيئة ما لم يستغفر لأخيه الذي اغتابه” (أخرجه أبو داود).

3. الغيبة من الذنوب التي يعاقب عليها المغتاب في الدنيا والآخرة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من اغتاب مسلمًا في الدنيا اغتابه الله يوم القيامة، ومن طعن على مسلم في الدنيا طعن الله عليه يوم القيامة” (أخرجه الحاكم).

كيفية التوبة من الغيبة:

1. الندم على الغيبة، والعزم على عدم العودة إليها.

2. طلب المغفرة من الله تعالى.

3. استحلال المغتاب، والاعتذار إليه.

آثار الغيبة على المغتاب:

1. يورث العداوة والبغضاء بين المسلمين.

2. يفسد ذات البين، ويقطع أواصر المحبة والألفة.

3. ينشر الفاحشة والرذيلة في المجتمع.

آثار الغيبة على المغتاب:

1. يميت القلب، ويقسي المشاعر.

2. يذهب الحياء، ويجرأ على ارتكاب المعاصي.

3. يعرضه لسخط الله تعالى وعقابه في الدنيا والآخرة.

الخاتمة:

الغيبة من الكبائر التي حرمها الله تعالى ورسوله، وهي من الذنوب التي لا تغفر إلا بتوبة المغتاب، ولها آثار سيئة على المغتاب والمغتاب والمجتمع كله، لذلك يجب على المسلم أن يتجنب الغيبة، وأن يستغفر الله تعالى إذا وقع فيها.

أضف تعليق