خطبة عن الغيبة وخطرها

خطبة عن الغيبة وخطرها

الخطبة: الغيبة وخطرها

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فإن من أعظم الذنوب التي حذرنا منها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، والتي للأسف أصبحت منتشرة في زماننا هذا بين الكثير من الناس، هي الغيبة، وهي أن يذكر الإنسان أخاه بما يكرهه في غيبته.

ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إياكم والغيبة فإن الغيبة أشد من الزنا، إن الرجل ليزني ثم يتوب فيتوب الله عليه، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له من اغتابه”.

أقسام الغيبة:

1. الغيبة باللسان: وهي أخطر أنواع الغيبة، لأنها تعني أن الإنسان يتكلم عن أخيه بأشياء سيئة في غيبته، مما يؤدي إلى إيذائه وإلحاق الضرر به.

2. الغيبة بالقلب: وهي أن يظن الإنسان بأخيه ظنًا سيئًا، دون أن يتكلم عنه بذلك. وهذا النوع من الغيبة وإن كان أقل ضررًا من الغيبة باللسان، إلا أنه لا يزال معصية كبيرة.

3. الغيبة بالكتابة: وهي أن يكتب الإنسان عن أخيه شيئًا سيئًا في غيبته، مما يؤدي إلى إيذائه وإلحاق الضرر به. وهذا النوع من الغيبة يعتبر من كبائر الذنوب.

4. الغيبة بالإشارة: وهي أن يعبر الإنسان عن شيء سيئ عن أخيه بالإشارة، دون أن يتكلم عنه أو يكتبه. وهذا النوع من الغيبة أيضًا يعتبر من كبائر الذنوب.

5. الغيبة بالنشر: وهي أن ينشر الإنسان شيئًا سيئًا عن أخيه بين الناس، مما يؤدي إلى إيذائه وإلحاق الضرر به. وهذا النوع من الغيبة يعتبر من أشد أنواع الغيبة وأكبر الذنوب.

أسباب الغيبة:

1. الحسد: وهو من أقوى الدوافع التي تدفع الإنسان إلى اغتياب أخيه، حيث يحسده على ما يتمتع به من نعم وخيرات، فيحاول أن ينتقص منه ويذكره بما يكره في غيبته.

2. الكبر: وهو أن يرى الإنسان نفسه أفضل من غيره، فيحقرهم ويتكلم عنهم بما يكرهون في غيبتهم.

3. الشماتة: وهي أن يفرح الإنسان بوقوع أخيه في المحن والشدائد، ويحاول أن يزيد من آلامه من خلال اغتيابه في غيبته.

4. النفاق: وهو أن يظهر الإنسان حبه لأخيه في وجهه، ولكنه يغتابه من خلفه، وهذا من أشد أنواع الغيبة وأكبر الذنوب.

مخاطر الغيبة:

1. الغيبة تفسد الأخلاق: فالإنسان الذي يغتاب أخيه، يعتاد على الكلام السيئ والنميمة، مما يؤدي إلى تدهور أخلاقه وفقدانه للإحساس بالمسؤولية.

2. الغيبة تفرق بين الأخوة: فالإنسان الذي يغتاب أخيه، يزرع الكراهية والعداوة بينهما، مما يؤدي إلى تفرق الأخوة وقطع أواصر المحبة والإخاء.

3. الغيبة تؤذي المشاعر: فالإنسان الذي يغتاب أخيه، يؤذي مشاعره ويسبب له الألم والحزن، وهذا من أعظم الذنوب لأن الله تعالى حرم علينا إيذاء المؤمنين.

4. الغيبة تحط من قيمة المغتاب: فالإنسان الذي يغتاب أخيه، يحط من قيمته عند نفسه وعند الناس، مما يؤدي إلى فقدانه للثقة بنفسه وللشعور بالعزلة والوحدة.

5. الغيبة تسبب العقوبة في الدنيا والآخرة: فالإنسان الذي يغتاب أخيه، يعاقبه الله تعالى في الدنيا والآخرة، حيث إنه قد لا يغفر له ذنبه حتى يغفر له المغتاب.

كيفية التخلص من الغيبة:

1. تقوى الله تعالى: أن يتقي الإنسان الله تعالى ويخافه ويراقبه، ويذكر نفسه دائمًا بأن الله تعالى مطلع عليه ويعلم كل ما يفعل، وهذا ما يدفعه إلى تجنب الغيبة والنميمة.

2. محاسبة النفس: أن يحاسب الإنسان نفسه على ما يصدر منه من أقوال وأفعال، ويردع نفسه عن الغيبة والنميمة، ويعود نفسه على التحدث بالخير أو الصمت.

3. الاشتغال بما ينفع: أن يشتغل الإنسان بما ينفعه في دينه وآخرته، مثل قراءة القرآن الكريم والذكر والدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ما يبعده عن الغيبة والنميمة.

4. الاستغفار والتوبة: أن يستغفر الإنسان الله تعالى ويتوب إليه من ذنبه، ويطلب منه العفو والمغفرة، وأن يعزم على عدم العودة إلى الغيبة والنميمة.

الخاتمة:

نسأل الله تعالى أن يجنبنا الغيبة والنميمة، وأن يعصمنا من الوقوع في هذا الذنب العظيم، وأن يرزقنا حسن الظن بالمسلمين والحرص على مصالحهم.

أضف تعليق