هل القبح ابتلاء

هل القبح ابتلاء

المقدمة

القبح هو عكس الجمال، وهو ما لا يسره النظر إليه أو سماعه أو استساغته النفس. وقد اختلف العلماء والفلاسفة في تعريف القبح ومدى تأثيره على الإنسان. فمنهم من قال إنه نسبي، يختلف باختلاف الأشخاص والزمان والمكان. ومنهم من قال إنه مطلق، لا يتغير بتغير الظروف.

القبح في القرآن الكريم

ورد لفظ القبح في القرآن الكريم في مواضع عديدة، منها قوله تعالى: “وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” (سورة البقرة: 190). وقوله تعالى: “وَلَا تَفْسُدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ” (سورة الأعراف: 85). وقوله تعالى: “وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ” (سورة الأنعام: 108).

القبح في السنة النبوية

وردت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذم القبح والتحذير منه. منها قوله: “إياكم والقبيح من الكلام، فإن القبيح من الكلام مثل القبيح من الطعام”. وقوله: “المؤمن لا يكون لعاظًا، ولا سبابًا، ولا فاحشًا، ولا بذيءًا”. وقوله: “إن الله جميل يحب الجمال، يكره البذاء والفحش”.

القبح في الفلسفة

تعرض الفلاسفة كثيرًا لمفهوم القبح، فمنهم من قال إنه أمر سلبي، يجب الابتعاد عنه. ومنهم من قال إنه جزء من الطبيعة، ولا ينبغي الحكم عليه بالقبح أو الجمال. ومنهم من قال إنه أمر نسبي، يختلف باختلاف الأشخاص والظروف.

القبح في علم النفس

يرى علماء النفس أن القبح يمكن أن يؤثر على الإنسان بعدة طرق. فمن ناحية، يمكن أن يسبب القبح الشعور بعدم الارتياح والانزعاج. ومن ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالخوف أو الاشمئزاز. كما يمكن أن يؤثر القبح على السلوك، حيث يمكن أن يؤدي إلى العدوان أو الانسحاب الاجتماعي.

القبح في الجماليات

يعتبر القبح أحد المفاهيم الأساسية في مجال الجماليات. فقد اهتم فلاسفة الجمال كثيرًا بدراسة القبح ومعرفة أسباب الشعور به. ومن أهم النظريات التي ظهرت في هذا المجال نظرية “الانسجام والتناغم”، والتي ترى أن القبح هو ما ينقصه التناغم والانسجام.

الخاتمة

القبح هو مفهوم نسبي، يختلف باختلاف الأشخاص والزمان والمكان. وقد ورد ذكر القبح في القرآن الكريم والسنة النبوية، وتعرض له الفلاسفة وعلماء النفس وعلماء الجمال. ويمكن أن يؤثر القبح على الإنسان بعدة طرق، منها الشعور بعدم الارتياح والانزعاج والخوف والاشمئزاز، كما يمكن أن يؤثر على السلوك ويؤدي إلى العدوان أو الانسحاب الاجتماعي.

أضف تعليق