هل القرآن مخلوق عند الشيعة

هل القرآن مخلوق عند الشيعة

هل القرآن مخلوق عند الشيعة؟

مقدمة:

منذ قرون عديدة، دار جدل كبير حول طبيعة القرآن الكريم، وهل هو مخلوق أم غير مخلوق. وقد اختلفت الآراء في هذه المسألة بين المسلمين، فذهب أهل السنة والجماعة إلى أن القرآن الكريم كلام الله الغير مخلوق، بينما ذهب الشيعة إلى أنه مخلوق. وفي هذا المقال، سنستعرض آراء الشيعة في هذه المسألة، ونناقش الأدلة التي يستندون إليها.

أولاً: مفهوم الخلق عند الشيعة:

يعتقد الشيعة أن الخلق هو إيجاد الشيء من العدم، أو إخراجه إلى الوجود من غير مادة سابقة. ويعتبرون أن القرآن الكريم مخلوق، لأنه لم يكن موجودًا قبل أن ينزله الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

ثانيًا: الأدلة التي يستند إليها الشيعة في القول بأن القرآن مخلوق:

1. القرآن الكريم يتغير ويتبدل: يرى الشيعة أن القرآن الكريم يتغير ويتبدل، وذلك لأنه قد نسخ بعض آياته بآيات أخرى. وهذا التغيير والتبديل يدل على أن القرآن مخلوق، لأنه لو كان غير مخلوق لكان ثابتًا لا يتغير.

2. القرآن الكريم محدود في الزمان والمكان: يعتقد الشيعة أن القرآن الكريم محدود في الزمان والمكان، لأنه نزل في فترة زمنية معينة، وفي مكان معين. وهذا التحديد يثبت أن القرآن مخلوق، لأنه لو كان غير مخلوق لكان غير محدود في الزمان والمكان.

3. القرآن الكريم كلام الله تعالى، ولكن ليس ذاته: يرى الشيعة أن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، ولكن ليس ذاته. وهذا يعني أن القرآن مخلوق، لأنه لو كان ذات الله تعالى لكان غير مخلوق.

ثالثًا: الرد على أدلة الشيعة القائلة بأن القرآن مخلوق:

1. القرآن الكريم لا يتغير ويتبدل: إن التغيير والتبديل الذي حدث في القرآن الكريم لم يكن في نصه الأصلي، وإنما كان في بعض أحكامه وتشريعاته. وهذا التغيير والتبديل لم يكن بسبب خطأ في النص الأصلي، وإنما كان بسبب تغير الظروف والأحوال.

2. القرآن الكريم غير محدود في الزمان والمكان: إن محدودية القرآن الكريم في الزمان والمكان لا تدل على أنه مخلوق، لأن الله تعالى هو الذي حدد زمان ومكان نزوله. وهذا التحديد لا يعني أن القرآن مخلوق، بل يعني أنه كلام الله تعالى الذي أراد أن ينزله في فترة زمنية معينة، وفي مكان معين.

3. القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، وهو ذاته: إن القول بأن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، ولكنه ليس ذاته، هو قول باطل. لأن كلام الله تعالى هو ذاته، ولا يمكن الفصل بينهما.

رابعًا: موقف أهل السنة والجماعة من القول بأن القرآن مخلوق:

يذهب أهل السنة والجماعة إلى أن القرآن الكريم غير مخلوق، بل هو كلام الله تعالى الغير مخلوق. ويستندون في ذلك إلى أدلة كثيرة، منها:

1. القرآن الكريم متواتر: أي أنه نقل إلينا بطرق متعددة، عن جماعة كبيرة من الصحابة والتابعين. وهذا التواتر يثبت أن القرآن الكريم غير مخلوق، لأنه لو كان مخلوقًا لكان من الممكن أن يضيع أو يتغير.

2. القرآن الكريم معجز: أي أنه لا يمكن لأي إنسان أن يأتي بمثله. وهذا الإعجاز يثبت أن القرآن الكريم غير مخلوق، لأنه لو كان مخلوقًا لكان من الممكن أن يأتي إنسان بمثله.

3. القرآن الكريم فيه أخبار عن الغيب: أي أنه يتحدث عن أشياء حدثت في الماضي، وعن أشياء ستحدث في المستقبل. وهذا العلم بالغيب يثبت أن القرآن الكريم غير مخلوق، لأنه لو كان مخلوقًا لما علم الغيب.

خامسًا: حكم من قال بأن القرآن مخلوق:

يعتبر أهل السنة والجماعة أن القول بأن القرآن مخلوق هو كفر، لأنه ينكر أحد أهم صفات الله تعالى، وهي أنه متكلم. كما أن هذا القول يبطل الإجماع الذي حصل بين المسلمين على أن القرآن الكريم غير مخلوق.

سادسًا: موقف الشيعة من حكم أهل السنة والجماعة بأن القول بأن القرآن مخلوق هو كفر:

يعتبر الشيعة أن حكم أهل السنة والجماعة بأن القول بأن القرآن مخلوق هو كفر هو حكم باطل. ويستندون في ذلك إلى أدلة كثيرة، منها:

1. أن الحكم بالكفر على من قال بأن القرآن مخلوق هو حكم ظالم، لأنه يجعل هذا القول مساويًا للشرك بالله تعالى.

2. أن الحكم بالكفر على من قال بأن القرآن مخلوق هو حكم متناقض، لأن الشيعة يعتقدون أن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، ولكنهم لا يعتقدون أنه غير مخلوق.

3. أن الحكم بالكفر على من قال بأن القرآن مخلوق هو حكم لا أساس له في الشريعة الإسلامية، لأنه لم يرد في القرآن الكريم أو في السنة النبوية أي نص يحكم بالكفر على من قال بأن القرآن مخلوق.

سابعًا: الخاتمة:

وفي الختام، نؤكد على أن القول بأن القرآن مخلوق هو قول باطل، وأن هذا القول لا أساس له في الشريعة الإسلامية. كما نؤكد على أن القرآن الكريم غير مخلوق، بل هو كلام الله تعالى الغير مخلوق.

أضف تعليق