هل الكلاب حرام

هل الكلاب حرام

هل الكلاب حرام؟

مقدمة:

الكلاب هي من الحيوانات الأليفة الشائعة في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، فإن حكم تربية الكلاب في الإسلام هو موضوع خلاف بين العلماء. في هذا المقال، سنتناول الأدلة الدينية والآراء المختلفة حول مسألة تربية الكلاب، ونقدم الأدلة الشرعية التي توضح حكم تربية الكلاب في الإسلام.

1. الأدلة الشرعية حول حكم تربية الكلاب:

القرآن الكريم: لم يرد في القرآن الكريم أي نص صريح يحرم تربية الكلاب. ومع ذلك، هناك بعض الآيات التي تشير إلى أن الكلاب نجسة. فعلى سبيل المثال، ورد في سورة المائدة: “يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما يمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه واتقوا الله إن الله سريع الحساب”. هذه الآية تشير إلى أن الكلاب نجسة، لكنها توضح أيضًا أنه يجوز أكل لحمها إذا تم تربيتها وفقًا لتعاليم الإسلام.

الأحاديث النبوية: هناك عدد من الأحاديث النبوية التي تحرم تربية الكلاب. فعلى سبيل المثال، ورد في صحيح البخاري: “من اقتنى كلبًا إلا كلب ماشية أو صيد أو زرع نقص من أجره كل يوم قيراطان”. كما ورد في صحيح مسلم: “من اتخذ كلبًا إلا كلب صيد أو ماشية أو زرع نقص من عمله كل يوم قيراطان”. وهذه الأحاديث تشير إلى أن تربية الكلاب محرمة، وأن من فعل ذلك ينقص من أجره كل يوم.

إجماع العلماء: لقد أجمع العلماء على أن تربية الكلاب محرمة، باستثناء الكلاب التي يتم تربيتها لغرض الصيد أو الرعي أو الحراسة. وهذا الإجماع يدل على أن تربية الكلاب محرمة شرعًا.

2. الأسباب التي أدت إلى تحريم تربية الكلاب:

هناك عدد من الأسباب التي أدت إلى تحريم تربية الكلاب في الإسلام. ومن أهم هذه الأسباب:

نجاسة الكلاب: تعتبر الكلاب نجسة وفقًا للشريعة الإسلامية. وهذا يعني أنه يحرم لمسها أو التلامس معها. كما يحرم دخول الكلاب إلى المساجد أو الأماكن المقدسة.

أذى الكلاب: يمكن للكلاب أن تؤذي الإنسان بالعض أو الخدش. كما يمكن أن تنقل الأمراض للإنسان. وهذا يجعل تربية الكلاب محرمة، لأنها يمكن أن تؤدي إلى إيذاء الإنسان.

شغل الكلاب عن العبادة: يمكن للكلاب أن تشغل الإنسان عن العبادة. وهذا يتعارض مع الغرض من خلق الإنسان، وهو عبادة الله. لذلك، فإن تربية الكلاب محرمة، لأنها يمكن أن تؤدي إلى إهمال العبادة.

3. الحالات التي يجوز فيها تربية الكلاب:

على الرغم من تحريم تربية الكلاب بشكل عام، إلا أن هناك بعض الحالات التي يجوز فيها تربية الكلاب. ومن أهم هذه الحالات:

كلاب الصيد: يجوز تربية الكلاب التي يتم استخدامها في الصيد. وهذا لأن الصيد هو من المباحات في الإسلام، والكلاب تساعد الإنسان على الصيد.

كلاب الرعي: يجوز تربية الكلاب التي يتم استخدامها في الرعي. وهذا لأن الرعي هو من المباحات في الإسلام، والكلاب تساعد الإنسان على رعي المواشي.

كلاب الحراسة: يجوز تربية الكلاب التي يتم استخدامها في الحراسة. وهذا لأن الحراسة هي من المباحات في الإسلام، والكلاب تساعد الإنسان على حماية نفسه وممتلكاته.

4. الشروط الواجب توافرها في الكلاب التي يجوز تربيتها:

هناك عدد من الشروط الواجب توافرها في الكلاب التي يجوز تربيتها. ومن أهم هذه الشروط:

أن تكون الكلاب معلمة ومروضه: يجب أن تكون الكلاب التي يتم تربيتها معلمة ومروضه. وهذا يعني أنها يجب أن تكون مطيعة لصاحبها ولا تؤذيه أو تؤذي الآخرين.

أن تكون الكلاب نظيفة وخالية من الأمراض: يجب أن تكون الكلاب التي يتم تربيتها نظيفة وخالية من الأمراض. وهذا يعني أنها يجب أن يتم تنظيفها بانتظام وتلقيحها ضد الأمراض.

أن تكون الكلاب مربوطة ومقيدة: يجب أن تكون الكلاب التي يتم تربيتها مربوطة ومقيدة. وهذا يعني أنها يجب أن يتم ربطها في مكان مخصص لها وعدم تركها حرة في التجول.

5. الآراء المختلفة حول حكم تربية الكلاب:

هناك عدد من الآراء المختلفة حول حكم تربية الكلاب. فبعض العلماء يرون أن تربية الكلاب محرمة بشكل عام، بينما يرى البعض الآخر أنه يجوز تربية الكلاب في بعض الحالات. ومن أهم هذه الآراء:

الرأي الأول: يرى هذا الرأي أن تربية الكلاب محرمة بشكل عام، ولا يجوز تربية الكلاب إلا في حالات الضرورة القصوى. وهذا الرأي مبني على الأحاديث النبوية التي تحرم تربية الكلاب.

الرأي الثاني: يرى هذا الرأي أنه يجوز تربية الكلاب في بعض الحالات، مثل الصيد والرعي والحراسة. وهذا الرأي مبني على بعض الأحاديث النبوية التي تبيح تربية الكلاب في هذه الحالات.

الرأي الثالث: يرى هذا الرأي أن حكم تربية الكلاب يختلف باختلاف نوع الكلب. فبعض الكلاب نجسة ويحرم تربيتها، بينما بعض الكلاب طاهرة ويجوز تربيتها. وهذا الرأي مبني على بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تشير إلى أن بعض الكلاب نجسة وبعضها طاهرة.

6. الخلاصة:

في الختام، فإن حكم تربية الكلاب في الإسلام هو موضوع خلاف بين العلماء. وهناك عدد من الآراء المختلفة حول هذا الموضوع. والرأي الراجح هو أن تربية الكلاب محرمة بشكل عام، ولا يجوز تربية الكلاب إلا في حالات الضرورة القصوى. وهذا الرأي مبني على الأحاديث النبوية التي تحرم تربية الكلاب.

7. كيفية التعامل مع الكلاب:

إذا كنت مضطرًا إلى التعامل مع الكلاب، فهناك عدد من الأمور التي يجب عليك مراعاتها. ومن أهم هذه الأمور:

تجنب لمس الكلاب أو التلامس معها: يجب عليك تجنب لمس الكلاب أو التلامس معها. وهذا لأن الكلاب نجسة وفقًا للشريعة الإسلامية.

إذا كنت مضطرًا إلى لمس الكلاب، فقم بغسل يديك جيدًا بالماء والصابون: إذا كنت مضطرًا إلى لمس الكلاب، فقم بغسل يديك جيدًا بالماء والصابون. وهذا لأن الكلاب يمكن أن تنقل الأمراض للإنسان.

لا تدخل الكلاب إلى المساجد أو الأماكن المقدسة: لا تدخل الكلاب إلى المساجد أو الأماكن المقدسة. وهذا لأن الكلاب نجسة وفقًا للشريعة الإسلامية.

أضف تعليق