حكم تربية الكلاب في المنزل دار الإفتاء المصرية

حكم تربية الكلاب في المنزل دار الإفتاء المصرية

حكم تربية الكلاب في المنزل (دار الإفتاء المصرية):

المقدمة:

تربية الكلاب في المنزل قضية شائعة في المجتمعات العربية والإسلامية، وقد أثار هذا الموضوع جدلاً واسعاً بين العلماء والفقهاء، واختلفت آراؤهم حول حكم تربية الكلاب في المنزل. في هذا المقال، سوف نستعرض موقف دار الإفتاء المصرية من حكم تربية الكلاب في المنزل، وسنناقش الأدلة الشرعية التي استند إليها العلماء في إصدار فتواهم.

1. حكم تربية الكلاب في المنزل حسب المذاهب الأربعة:

– المذهب الحنفي: يرى المذهب الحنفي أن تربية الكلاب في المنزل مكروهة، إلا إذا كان هناك مصلحة شرعية تبيح ذلك، مثل تربية الكلاب للحراسة أو الصيد أو الرعي.

– المذهب المالكي: يرى المذهب المالكي أن تربية الكلاب في المنزل مكروهة، ولكنها ليست محرمة، إلا إذا كان الكلب نجساً أو مؤذياً أو يسبب الضرر للمالك أو للآخرين.

– المذهب الشافعي: يرى المذهب الشافعي أن تربية الكلاب في المنزل محرمة، إلا إذا كان هناك مصلحة شرعية تبيح ذلك، مثل تربية الكلاب للحراسة أو الصيد أو الرعي.

– المذهب الحنبلي: يرى المذهب الحنبلي أن تربية الكلاب في المنزل مكروهة، ولكنها ليست محرمة، إلا إذا كان الكلب نجساً أو مؤذياً أو يسبب الضرر للمالك أو للآخرين.

2. الأدلة الشرعية على حكم تربية الكلاب في المنزل:

– الأدلة من القرآن الكريم: هناك عدة آيات في القرآن الكريم تتناول مسألة الكلاب، منها قوله تعالى: “وإن عليكم لحفظة كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون” (سورة الانفطار: 10-12)، وقد فسّر بعض المفسرين هذه الآيات على أنها تدل على أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب.

– الأدلة من السنة النبوية: هناك عدة أحاديث نبوية تتناول مسألة الكلاب، منها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب أو صورة” (رواه مسلم)، وحديث: “من اقتنى كلباً فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان، إلا كلب صيد أو ماشية أو زرع” (رواه البخاري ومسلم).

– الأدلة من الإجماع: اتفق جمهور العلماء والفقهاء على أن تربية الكلاب في المنزل مكروهة، إلا إذا كان هناك مصلحة شرعية تبيح ذلك، مثل تربية الكلاب للحراسة أو الصيد أو الرعي.

3. شروط تربية الكلاب في المنزل:

إذا أراد المسلم تربية كلب في منزله، فعليه أن يستوفي الشروط التالية:

– ألا يكون الكلب نجساً أو مؤذياً أو يسبب الضرر للمالك أو للآخرين.

– أن تكون تربية الكلب لمصلحة شرعية، مثل تربية الكلاب للحراسة أو الصيد أو الرعي.

– ألا يكون الكلب في مكان يقرب من مكان الصلاة أو الأكل أو الشرب أو النوم.

– أن يمنع الكلب من دخول المساجد أو الأماكن المقدسة.

– أن يخرج الكلب من المنزل عند دخول الملائكة، مثل وقت الأذان أو عند قراءة القرآن الكريم.

4. حكم تربية الكلاب في الشقة:

يرى العلماء والفقهاء أن حكم تربية الكلاب في الشقة لا يختلف عن حكم تربية الكلاب في المنزل، فإذا كانت تربية الكلب في الشقة لا تخالف الشروط المذكورة سابقاً، فلا حرج في ذلك.

5. حكم تربية الكلاب من أجل المتعة أو التسلية:

يرى العلماء والفقهاء أن تربية الكلاب من أجل المتعة أو التسلية مكروهة، وذلك لأن الكلاب حيوانات نجسة، ويترتب على تربيتها في المنزل الكثير من الأضرار، مثل نقل الأمراض ونشر الأوساخ وإحداث الفوضى.

6. البدائل الشرعية لتربية الكلاب:

إذا كان المسلم بحاجة إلى حراسة منزله أو ماشيته أو زرعه، فإن هناك بدائل شرعية لتربية الكلاب، مثل:

– تربية الحيوانات الطاهرة، مثل الأغنام والماعز والبقر.

– استخدام أجهزة الأمن والحراسة الحديثة، مثل الكاميرات وأجهزة الإنذار.

– الاستعانة بالشركات الأمنية المتخصصة في الحراسة.

7. حكم تربية الكلاب في الإسلام باختصار:

بالنظر إلى الأدلة الشرعية الواردة في هذا المقال، يمكن تلخيص حكم تربية الكلاب في الإسلام على النحو التالي:

– تربية الكلاب في المنزل مكروهة، إلا إذا كان هناك مصلحة شرعية تبيح ذلك، مثل تربية الكلاب للحراسة أو الصيد أو الرعي.

– يجب على المسلم الالتزام بالشروط المذكورة في هذا المقال عند تربية الكلاب في المنزل.

– تربية الكلاب من أجل المتعة أو التسلية مكروهة.

– تربية الحيوانات الطاهرة، مثل الأغنام والماعز والبقر، واستخدام أجهزة الأمن والحراسة الحديثة، والاستعانة بالشركات الأمنية المتخصصة في الحراسة، هي بدائل شرعية لتربية الكلاب.

الخاتمة:

وفي الختام، نؤكد على أن حكم تربية الكلاب في المنزل هو حكم فقهي يختلف باختلاف الظروف والأحوال، ولا يجوز التكفير أو التفسيق لمن يرى جواز تربية الكلاب في المنزل، ما دام أنه يستوفي الشروط المذكورة في هذا المقال.

أضف تعليق