هل اللحية فرض

هل اللحية فرض؟

المقدمة:

اللحية في الإسلام من الأمور التي حظيت باهتمام كبير من الفقهاء والعلماء، وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من النصوص التي تتحدث عن اللحية وحكمها. وفي هذا المقال سوف نتناول حكم اللحية في الإسلام بالتفصيل، وسنجيب على السؤال الذي يطرحه الكثير من الناس: “هل اللحية فرض؟”.

أولاً: تعريف اللحية:

اللحية هي الشعر الذي ينمو على ذقن الرجل، وهي من علامات الرجولة والقوة. وقد ورد في تعريف اللحية في لسان العرب أنها: “شعر الذقن، وهو الذي يكون تحت الفم”.

ثانياً: حكم اللحية في الإسلام:

اختلف الفقهاء في حكم اللحية في الإسلام، فذهب بعضهم إلى أنها فرض عين واجب على كل رجل مسلم أن يتركها، وذهب آخرون إلى أنها سنة مؤكدة، وذهب فريق ثالث إلى أنها مباحة.

ثالثاً: أدلة وجوب اللحية:

استدل القائلون بوجوب اللحية بالعديد من الأدلة، منها:

1. قوله تعالى في سورة النور: “وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ”. قالوا إن الآية تدل على وجوب اللحية، لأنها ذكرت “المحصنات” و”المؤمنات” ولم تذكر “المتزوجات”، وهذا يدل على أن المرأة التي ليست محصنة (أي غير متزوجة) لا يجوز للمسلم أن يتزوجها، والمرأة التي ليست مؤمنة لا يجوز للمسلم أن يتزوجها، والمرأة التي تتخذ أخداناً (أي عشاقاً) لا يجوز للمسلم أن يتزوجها، والمرأة التي تسافح (أي تزني) لا يجوز للمسلم أن يتزوجها، ومن المعلوم أن اللحية من علامات الإحصان والإيمان والتقوى، وبالتالي فإنها واجبة على كل رجل مسلم.

2. قوله تعالى في سورة الأحزاب: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا”. قالوا إن الآية تدل على وجوب اللحية، لأنها ذكرت “النساء” ولم تذكر “الرجال”، وهذا يدل على أن حكم الحجاب والستر عام للرجال والنساء، ومن المعلوم أن اللحية من علامات الحجاب والستر عند الرجال، وبالتالي فإنها واجبة على كل رجل مسلم.

3. ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “قصوا الشارب وأعفوا اللحى”. قالوا إن الحديث يدل على وجوب اللحية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقص الشارب وإعفاء اللحية، وهذا يدل على أن اللحية مأمور بها، وإذا كانت مأمور بها فهي واجبة.

4. ما رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “خالفوا المشركين، وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب”. قالوا إن الحديث يدل على وجوب اللحية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بمخالفة المشركين وتفوير اللحى وأحف الشوارب، وهذا يدل على أن اللحية من شعائر الإسلام، ومن المعلوم أن شعائر الإسلام واجبة.

5. ما رواه النسائي وأبو داود عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من ترك لحيته لم يمسه النار”. قالوا إن الحديث يدل على وجوب اللحية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وعد من ترك لحيته بأن النار