هل المرضعة تصوم رمضان

هل المرضعة تصوم رمضان

هل يجب على المرضعة صيام رمضان؟

تتساءل الكثير من الأمهات المرضعات عما إذا كان يجب عليهن الصيام في شهر رمضان أم لا، خاصةً مع ما يتطلبه الصيام من حرمان الجسم من الطعام والشراب لفترة طويلة. وفي هذا المقال، سوف نتناول هذه المسألة بالتفصيل، ونسلط الضوء على أبرز الآراء الشرعية والطبية المتعلقة بهذا الموضوع.

أحكام صيام رمضان للمرضعة

يختلف حكم صيام رمضان للمرضعة باختلاف حالتها الصحية وقدرتها على الصيام دون الإضرار بصحتها أو بصحة طفلها الرضيع.

1. المرضعة التي لا يضر صيامها بها أو بطفلها:

في هذه الحالة، يجب على المرضعة أن تصوم رمضان، وذلك لأن صيام رمضان فريضة واجبة على كل مسلم بالغ عاقل قادر على الصيام، ولا يجوز للمرضعة ترك الصيام إلا بعذر شرعي.

2. المرضعة التي يضر صيامها بها أو بطفلها:

إذا كان صيام رمضان يضر بصحة المرضعة أو بصحة طفلها الرضيع، فلا يجب عليها أن تصوم رمضان، بل يجوز لها أن تفطر وعليها أن تقضي هذه الأيام بعد انتهاء شهر رمضان.

3. المرضعة التي تشك في ضرر الصيام عليها أو على طفلها:

في هذه الحالة، يجب على المرضعة أن تستشير طبيبها لمعرفة ما إذا كان الصيام سيضر بصحتها أو بصحة طفلها الرضيع أم لا. وإذا أوصى الطبيب بعدم الصيام، فلا يجب على المرضعة أن تصوم رمضان.

4. المرضعة التي تريد الفطام:

إذا كانت المرضعة ترغب في فطام طفلها الرضيع، فلا يجوز لها أن تفطر في شهر رمضان إلا بعد أن تفطم طفلها الرضيع بشكل كامل.

5. المرضعة التي لا تستطيع إرضاع طفلها رضاعة طبيعية:

إذا كانت المرضعة لا تستطيع إرضاع طفلها رضاعة طبيعية، فلا يجب عليها أن تصوم رمضان، لأن صيامها قد يضر بصحة طفلها الرضيع.

6. المرضعة التي تعمل:

إذا كانت المرضعة تعمل، فلا يجب عليها أن تصوم رمضان، وذلك لأن صيامها قد يؤثر على قدرتها على القيام بعملها على أكمل وجه.

7. المرضعة الحامل:

إذا كانت المرضعة حاملًا، فلا يجب عليها أن تصوم رمضان، وذلك لأن صيامها قد يضر بصحة جنينها.

الآراء الشرعية حول صيام المرضعة

اختلف العلماء في حكم صيام المرضعة، فمنهم من قال بوجوب الصيام عليها إذا كانت قادرة على ذلك، ومنهم من قال بجواز الفطر لها إذا كان الصيام يضر بها أو بطفلها الرضيع.

الرأي الأول: ذهب جمهور الفقهاء إلى وجوب الصيام على المرضعة إذا كانت قادرة على ذلك، واستدلوا على ذلك بما يلي:

أن صيام رمضان فريضة واجبة على كل مسلم بالغ عاقل قادر على الصيام، والمرضعة من هؤلاء القادرين.

أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستثن المرضعة من وجوب الصيام، بل قال: “الصيام كتابة على كل مسلم”.

أن صيام المرضعة لا يضر بها ولا بطفلها الرضيع إذا كانت قادرة على ذلك.

الرأي الثاني: ذهب بعض الفقهاء إلى جواز الفطر للمرضعة إذا كان الصيام يضر بها أو بطفلها الرضيع، واستدلوا على ذلك بما يلي:

أن الله تعالى يقول في كتابه الكريم: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾ [البقرة: 184]، والمرضعة التي يضر بها الصيام أو بطفلها الرضيع لا يطيقون الصيام، فيجوز لهم الفطر.

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ليس على المحموم صوم”، والمرضعة التي يضر بها الصيام أو بطفلها الرضيع تعتبر محمومة.

أن صيام المرضعة قد يضر بصحة طفلها الرضيع، وهو ما يوجب عليها الفطر.

الرأي الطبي حول صيام المرضعة

أجمع الأطباء على أن صيام رمضان قد يضر بصحة المرضعة وطفلها الرضيع في بعض الحالات، ومن هذه الحالات ما يلي:

إذا كانت المرضعة تعاني من سوء التغذية أو الأنيميا.

إذا كانت المرضعة تعاني من أمراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم.

إذا كانت المرضعة في الأشهر الأولى من الرضاعة.

إذا كان طفل المرضعة الرضيع يعاني من سوء التغذية أو انخفاض الوزن.

الخلاصة

يجب على المرضعة أن تستشير طبيبها لمعرفة ما إذا كان الصيام سيضر بصحتها أو بصحة طفلها الرضيع أم لا. وإذا أوصى الطبيب بعدم الصيام، فلا يجب على المرضعة أن تصوم رمضان.

أضف تعليق