هل يجوز حلق الموكَّل للأضحية؟
مقدمة
الأضحية هي أحد الشعائر الدينية التي يؤديها المسلمون في عيد الأضحى المبارك، وهي ذبح حيوان من الأنعام لله تعالى، تقربًا إليه وطمعًا في رضاه. وقد شرع الله تعالى الأضحية للمسلمين القادرين عليها، وجعلها سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
شروط الأضحية
يشترط في الأضحية أن تكون من الأنعام الثلاثة: الإبل والبقر والغنم، وأن تكون سليمة من العيوب الظاهرة والباطنة، وأن تكون قد بلغت السن المحددة شرعًا، وهي:
الإبل: خمس سنوات.
البقر: سنتان.
الغنم: سنة.
من يحق له التضحية؟
يحق التضحية لكل مسلم قادر عليها، سواء كان ذكرًا أو أنثى، صغيرًا أو كبيرًا، حرًا أو عبدًا. ولا يشترط في المضحِّي أن يكون مقيمًا في البلد الذي يذبح فيه الأضحية، بل يجوز له أن يوكل شخصًا آخر بذبحها نيابة عنه.
هل يجوز حلق الموكَّل للأضحية؟
الموكَّل للأضحية هو الشخص الذي يوكل إليه المضحِّي بذبح أضحيته، نيابة عنه. وقد اختلف الفقهاء في حكم حلق الموكَّل للأضحية على قولين:
القول الأول: يجوز للموكَّل للأضحية حلقها، لأن الحلق من توابع الذبح، والذبح جائز للموكَّل، فالحلق جائز أيضًا. وهذا هو مذهب المالكية والشافعية والحنابلة.
القول الثاني: لا يجوز للموكَّل للأضحية حلقها، لأن الحلق عبادة مستقلة عن الذبح، ولا يجوز للموكَّل أن يتصرف في الأضحية إلا بما وكل إليه، وهو الذبح فقط. وهذا هو مذهب الحنفية.
أدلة القائلين بجواز الحلق للموكَّل
استدل القائلون بجواز الحلق للموكَّل للأضحية بما يلي:
أن الحلق من توابع الذبح، والذبح جائز للموكَّل، فالحلق جائز أيضًا.
أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمر علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يحلق رؤوس الهدايا التي أهداها إلى الكعبة.
أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يحلقون رؤوس الأضاحي التي يذبحونها.
أدلة القائلين بعدم جواز الحلق للموكَّل
استدل القائلون بعدم جواز الحلق للموكَّل للأضحية بما يلي:
أن الحلق عبادة مستقلة عن الذبح، ولا يجوز للموكَّل أن يتصرف في الأضحية إلا بما وكل إليه، وهو الذبح فقط.
أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يأمر علي بن أبي طالب رضي الله عنه بحلق رؤوس الهدايا التي أهداها إلى الكعبة إلا بعد أن أبلغه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قد أمره بذلك.
أن الصحابة رضي الله عنهم لم يكونوا يحلقون رؤوس الأضاحي التي يذبحونها إلا بعد أن يؤذنوها.
الراجح من القولين
الراجح من القولين هو القول الذي يجيز للموكَّل للأضحية حلقها، وذلك لأن الحلق من توابع الذبح، والذبح جائز للموكَّل، فالحلق جائز أيضًا.
خاتمة
الأضحية من الشعائر الدينية التي يؤديها المسلمون في عيد الأضحى المبارك، تقربًا إلى الله تعالى وطمعًا في رضاه. وقد شرع الله تعالى الأضحية للمسلمين القادرين عليها، وجعلها سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ويجوز للموكَّل للأضحية حلقها، لأن الحلق من توابع الذبح، والذبح جائز للموكَّل، فالحلق جائز أيضًا.