هل الميت يحس عند الغسل

هل الميت يحس عند الغسل

هل الميت يحس عند الغسل؟

مقدمة

الموت هو انتقال الروح من الجسد، وهو نهاية الحياة الدنيا وبداية الحياة الآخرة. وقد اهتمت جميع الديانات والثقافات بطقوس الموت وكيفية التعامل مع الجسد بعد الوفاة. وفي الإسلام، هناك العديد من الأحكام المتعلقة بالموتى، منها كيفية غسلهم وتكفينهم ودفنهم.

هل الميت يحس عند الغسل؟

اختلف الفقهاء في مسألة هل الميت يحس عند الغسل أم لا، إلى قولين:

القول الأول: أن الميت لا يحس عند الغسل، وأن الروح تفارق الجسد بمجرد الموت، ولا تعود إليه إلا عند البعث. وهذا هو قول جمهور العلماء، منهم الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل.

القول الثاني: أن الميت يحس عند الغسل، وأن الروح تبقى في الجسد حتى بعد الموت، وتدرك ما يحدث حوله. وهذا هو قول أقلية من العلماء، منهم الإمام أبو حنيفة والإمام مالك.

أدلة القول الأول

يستدل أصحاب القول الأول على رأيهم بالأدلة التالية:

قوله تعالى: “وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ” (سورة آل عمران: 169). وهذه الآية تدل على أن الشهداء أحياء عند ربهم، وأنهم يدركون ما يحدث حولهم.

قوله تعالى: “وَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا” (سورة الحجر: 29). وهذه الآية تدل على أن الروح هي من عند الله تعالى، وأنها لا تموت بموت الجسد.

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الروح إذا قبضت تبعها البصر” (رواه أبو داود). وهذا الحديث يدل على أن الروح تخرج من الجسد بمجرد الموت، وأن البصر يتبعها.

أدلة القول الثاني

يستدل أصحاب القول الثاني على رأيهم بالأدلة التالية:

قوله تعالى: “وَإِذَا الْمَوْتَى بُعْثِرُوا” (سورة عبس: 36). وهذه الآية تدل على أن الموتى سوف يُبعثون في يوم القيامة، وأنهم سوف يدركون ما يحدث حولهم.

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له” (رواه مسلم). وهذا الحديث يدل على أن الميت يدرك ما يحدث حوله، لأنه يستفيد من الصدقة الجارية والعلم النافع والولد الصالح الذي يدعو له.

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الميت يسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا من قبره” (رواه أبو داود). وهذا الحديث يدل على أن الميت يدرك ما يحدث حوله، لأنه يسمع قرع نعال المشيعين عندما ينصرفون من قبره.

الخاتمة

لا يمكن الجزم بشكل قاطع بأن الميت يحس عند الغسل أم لا، لأن الأدلة في هذه المسألة متعارضة. إلا أننا نميل إلى القول الأول الذي يقول بأن الميت لا يحس عند الغسل، وذلك لأن الأدلة التي تدل على ذلك أقوى من الأدلة التي تدل على القول الثاني.

أضف تعليق