هل النبي معصوم

هل النبي معصوم

هل النبي معصوم؟

مقدمة

النبي هو رسول الله الذي يوحى إليه الوحي من الله لكي ينقله للناس أجمعين، وقد اختار الله الأنبياء والرسل من خلقه، وكلفهم بتبليغ رسالته للناس، والعمل على دعوتهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وترك ما سواه.

العصمة عند أهل السنة والجماعة

يرى أهل السنة والجماعة أن الأنبياء والرسل معصومون عن الخطأ والذنب، وأنهم لا يرتكبون المعاصي الكبيرة أو الصغائر، سواء قبل النبوة أو بعدها، وذلك لأن الله تعالى قد اصطفاهم واختارهم ليكونوا رسله وأن يبلغوا رسالته إلى الناس، ولذلك حفظهم من الخطأ والذنب حتى لا يطعن فيهم أحد أو يشكك في صحة رسالتهم.

أدلة عصمة الأنبياء عند أهل السنة والجماعة

هناك العديد من الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية التي تدل على عصمة الأنبياء والرسل، ومن هذه الأدلة:

1. قال الله تعالى في سورة الأحزاب: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ}، فالله تعالى قد اصطفى الأنبياء والرسل واختارهم على العالمين، وهذا يدل على عصمتهم من الخطأ والذنب.

2. قال الله تعالى في سورة النور: {وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}، وهذا يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتكلم عن هواه، بل هو ينقل ما يوحى إليه من الله تعالى، وهذا يدل على عصمته من الخطأ والذنب.

3. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا ينطق النبي عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى»، وهذا يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتكلم عن هواه، بل هو ينقل ما يوحى إليه من الله تعالى، وهذا يدل على عصمته من الخطأ والذنب.

مراتب العصمة عند أهل السنة والجماعة

ينقسم العلماء في أهل السنة والجماعة إلى قولين في مراتب العصمة:

1. القول الأول: أن العصمة تكون في جميع الأحوال، سواء في تبليغ الرسالة أو في الأمور الشخصية، وهذا هو مذهب جمهور أهل السنة والجماعة.

2. القول الثاني: أن العصمة تكون في تبليغ الرسالة فقط، أمَّا في الأمور الشخصية فقد يقع النبي في الخطأ، وهذا هو مذهب بعض أهل السنة والجماعة.

العصمة عند الشيعة

يرى الشيعة أن الأنبياء والرسل معصومون عن الخطأ والذنب، لكنهم يرون أن العصمة لا تشمل الأئمة الاثني عشر، وأن الأئمة معصومون عن الخطأ والذنب لأنهم معصومون من الذنوب الكبيرة فقط، أما الذنوب الصغائر فقد يقعون فيها.

أدلة عصمة الأئمة عند الشيعة

هناك العديد من الأدلة التي يستدل بها الشيعة على عصمة الأئمة الاثني عشر، ومن هذه الأدلة:

1. قال الإمام علي بن أبي طالب: «أنا من عصم الله من الخطايا»، وهذا يدل على أن الأئمة معصومون من الخطايا.

2. قال الإمام جعفر الصادق: «الإمام معصوم عن الخطأ والذنب»، وهذا يدل على أن الأئمة معصومون عن الخطأ والذنب.

3. قال الإمام محمد الباقر: «الإمام لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى»، وهذا يدل على أن الأئمة لا يتكلمون عن هواهم، بل هم ينقلون ما يوحى إليهم من الله تعالى، وهذا يدل على عصمتهم من الخطأ والذنب.

مراتب العصمة عند الشيعة

ينقسم الشيعة إلى ثلاثة أقوال في مراتب العصمة:

1. القول الأول: أن العصمة تكون في جميع الأحوال، سواء في الأمور العامة أو في الأمور الشخصية، وهذا هو مذهب جمهور الشيعة.

2. القول الثاني: أن العصمة تكون في الأمور العامة فقط، أمَّا في الأمور الشخصية فقد يقع الإمام في الخطأ، وهذا هو مذهب بعض الشيعة.

3. القول الثالث: أن العصمة تكون في الأمور الهامة فقط، أمَّا في الأمور غير الهامة فقد يقع الإمام في الخطأ، وهذا هو مذهب بعض الشيعة.

الرأي الصحيح في عصمة الأنبياء والأئمة

الرأي الصحيح في عصمة الأنبياء والأئمة هو الرأي القائل بأنهم معصومون عن الخطأ والذنب في جميع الأحوال، سواء في الأمور العامة أو في الأمور الشخصية، وهذا الرأي هو الذي عليه جمهور أهل السنة والجماعة وجمهور الشيعة، وهو الرأي الذي تدل عليه الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية.

الخاتمة

العصمة هي صفة من صفات الأنبياء والرسل والأئمة، وهي تعني أنهم معصومون عن الخطأ والذنب في جميع الأحوال، سواء في الأمور العامة أو في الأمور الشخصية، وهذا الرأي هو الذي عليه جمهور أهل السنة والجماعة وجمهور الشيعة، وهو الرأي الذي تدل عليه الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية.

أضف تعليق