هل اهل المضحي عدم الحلق

هل اهل المضحي عدم الحلق

المقدمة:

الحلق هو إزالة الشعر عن الرأس والجسد، وهو من الأمور التي وردت أحاديث كثيرة بشأنها، حيث أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالحلق في بعض الأحيان، ونهاه عنه في أحيان أخرى، وقد اختلف العلماء بشأن جواز الحلق للمضحي من عدمه، وفي هذا المقال سوف نستعرض أقوال العلماء في هذا الموضوع بالتفصيل.

1. أقوال العلماء في جواز الحلق للمضحي:

جمهور الفقهاء: ذهب جمهور الفقهاء إلى عدم جواز الحلق للمضحي من وقت أن يضحي إلى أن ينتهي أيام التشريق، ومنهم المالكية والشافعية والحنابلة.

الحنفية: ذهب الحنفية إلى جواز الحلق للمضحي، سواء كان ذلك قبل ذبح الأضحية أو بعدها، لكنهم قالوا إنه يكره الحلق للمضحي بعد ذبح الأضحية إلى أن تنتهي أيام التشريق.

2. أدلة جمهور الفقهاء على عدم جواز الحلق للمضحي:

الأحاديث الواردة في النهي عن الحلق للمضحي: ومن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا، ولا تمتشط ولا تكتحل ولا تلبس ثوبا مصبوغا ولا حليا، ولا تخرج من بيتها، ولا تختضب، ولا تحلق”.

مخالفة الحلق لفعل النبي صلى الله عليه وسلم: فقد روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين، فذبحهما بيده، ثم أمر بالحلق، فحلق رأسه وأخذ من لحيته وشواربه.

تعارض الحلق مع المناسك: فالحلق من المناسك التي تختص بالحج، ومن المعلوم أن العمرة منفصلة عن الحج، فإذا حلق المعتمر فقد خالف المناسك.

3. أدلة الحنفية على جواز الحلق للمضحي:

عدم ورود نص صريح في النهي عن الحلق للمضحي: فقد قالوا إن الأحاديث التي وردت في النهي عن الحلق خاصة بالمرأة التي توفي زوجها، وليس فيها ما يدل على تحريم الحلق للمضحي.

فعل النبي صلى الله عليه وسلم بالحلق بعد ذبح الأضحية: فقد روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين، فذبحهما بيده، ثم أمر بالحلق، فحلق رأسه وأخذ من لحيته وشواربه.

جواز الحلق في العمرة: وقد ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”. وهذا يدل على أن مناسك العمرة لا تتعارض مع مناسك الحج، ومن ذلك الحلق.

4. رأي الراجح في جواز الحلق للمضحي:

يرى جمهور الفقهاء أن الرأي الراجح هو عدم جواز الحلق للمضحي من وقت أن يضحي إلى أن ينتهي أيام التشريق، وذلك للأحاديث الصحيحة الواردة في هذا الأمر، ومخالفة الحلق لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وتعارض الحلق مع المناسك.

5. الحكمة من عدم جواز الحلق للمضحي:

اختلف العلماء في الحكمة من عدم جواز الحلق للمضحي، ومن ذلك:

تبيين فضل الأضحية: فالحلق من الأمور التي تظهر على الإنسان، وقد شرع الله تعالى الأضحية لتكون قربانا لله تعالى، فكان من الحكمة عدم الحلق حتى يتبين فضل الأضحية.

إظهار التعبد لله تعالى: فالحلق من الأمور التي تدل على التعبد لله تعالى، وقد شرع الله تعالى الأضحية لتكون تعبدا لله تعالى، فكان من الحكمة عدم الحلق حتى يتبين تعبد المضحي لله تعالى.

مخالفة المشركين: فقد كان المشركون في الجاهلية يحلقون رؤوسهم عند ذبح الأضاحي، فكان من الحكمة عدم الحلق حتى لا يلتبس الأمر على الناس ويظنوا أن المضحي يفعل مثل ما يفعل المشركون.

6. الاستثناءات من عدم جواز الحلق للمضحي:

هناك بعض الحالات التي يجوز فيها الحلق للمضحي، ومن ذلك:

إذا كان المضحي مريضا: فإن كان المضحي مريضا بمرض جلدي في رأسه، أو كان به قمل أو حشرات أخرى، جاز له الحلق قبل ذبح الأضحية أو بعدها.

إذا كان المضحي محرما بالحج: فإن كان المضحي محرما بالحج، جاز له الحلق بعد طواف الإفاضة وسعي الحج.

إذا كان المضحي مضطرا إلى الحلق: فإن كان المضحي مضطرا إلى الحلق، 2مثل أن يكون رأسه متسخا جدا أو أن يكون شعره طويلا جدا ويسبب له مشاكل، جاز له الحلق قبل ذبح الأضحية أو بعدها.

7. الخاتمة:

اختلف العلماء في جواز الحلق للمضحي من عدمه، وجمهور الفقهاء ذهبوا إلى عدم جواز الحلق للمضحي من وقت أن يضحي إلى أن ينتهي أيام التشريق، وذلك للأحاديث الصحيحة الواردة في هذا الأمر، ومخالفة الحلق لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وتعارض الحلق مع المناسك.

أضف تعليق