هل ترفع أعمال المتخاصمين يوم عرفة؟
مقدمة:
يوم عرفة هو أحد أهم الأيام في السنة الإسلامية، وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو اليوم الذي يقف فيه الحجاج على جبل عرفة، ويعتبر هذا اليوم من أعظم أيام الحج وأكثرها فضلاً، ويُعتقد أن الدعاء فيه مستجاب، ولهذا السبب يتوافد إليه المسلمون من جميع أنحاء العالم، ويقضون فيه يومهم بالتضرع إلى الله تعالى والدعاء له.
أعمال يوم عرفة:
يوجد العديد من الأعمال التي يمكن للمسلمين القيام بها في يوم عرفة، ومن أهم هذه الأعمال:
1. الصيام:
يُستحب صيام يوم عرفة لغير الحجاج، وقد ورد عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “صيام يوم عرفة يكفر سنة ماضية وسنة قادمة”، وهذا يدل على فضل صيام هذا اليوم وعظيم أجره.
2. الدعاء:
يوم عرفة هو يوم الدعاء بامتياز، وقد ورد عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة”، ولهذا السبب يتوجه المسلمون إلى الله تعالى في هذا اليوم بالدعاء له، ويطلبون منه المغفرة والرحمة والتوفيق في الدنيا والآخرة.
3. الذكر والتسبيح:
ومن الأعمال المستحبة في يوم عرفة الذكر والتسبيح، وقد ورد عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله”، ولهذا السبب يكثر المسلمون من ذكر الله تعالى وتسبيحه في هذا اليوم.
4. الصدقة:
يُستحب الصدقة في يوم عرفة، وقد ورد عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “الصدقة في يوم عرفة تُعادل سبعين ألف صدقة في غيره من الأيام”، ولهذا السبب يتصدق المسلمون في هذا اليوم على الفقراء والمحتاجين.
5. قراءة القرآن:
ومن الأعمال المستحبة في يوم عرفة قراءة القرآن الكريم، وقد ورد عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “من قرأ ختمة واحدة من القرآن في يوم عرفة كان كمن قرأه ثلاثين ختمة في غيره من الأيام”، ولهذا السبب يحرص المسلمون على قراءة القرآن الكريم في هذا اليوم.
6. الاعتكاف:
يُستحب الاعتكاف في يوم عرفة في المساجد، وقد ورد عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “فضل الاعتكاف ليلة عرفة كفضل حجة”، ولهذا السبب يعتكف المسلمون في المساجد في ليلة عرفة، ويقضون ليلتهم في العبادة والدعاء.
7. الوقوف على جبل عرفة:
وهو أهم عمل يقوم به الحجاج في يوم عرفة، حيث يقفون على جبل عرفة من بعد زوال الشمس إلى غروبها، ويقضون هذا الوقت في الدعاء والتضرع إلى الله تعالى.
هل ترفع أعمال المتخاصمين يوم عرفة؟
ورد عن بعض العلماء أن أعمال المتخاصمين ترفع يوم عرفة، وأن الله تعالى يغفر لهم ذنوبهم ويصفح عنهم، وهذا الرأي له عدة أدلة منها:
1. قول الله تعالى:
(وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو والتجارة والله خير الرازقين) (الجمعة: 11).
وهذه الآية تدل على أن الله تعالى يغفر لعباده ذنوبهم إذا تركوا اللهو واللعب واللهو وانصرفوا إلى طاعته وعبادته.
2. قول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-:
“من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه”.
وهذا الحديث يدل على أن الحج يغفر الذنوب، ويوم عرفة هو أحد أيام الحج، ولذلك من الممكن أن تُغفر ذنوب المتخاصمين في هذا اليوم.
3. قول ابن عباس -رضي الله عنهما-:
“أنه كان يوم عرفة لا يُرى إلا داع أو باك”.
وهذا يدل على أن الناس في يوم عرفة منشغلون بالدعاء والبكاء على ذنوبهم، وهذا يدل على أنهم يرجون من الله تعالى أن يغفر لهم ذنوبهم في هذا اليوم.
الخلاصة:
يوم عرفة هو يوم عظيم وله فضل كبير، وهو يوم تُستجاب فيه الدعوات، ويُغفر فيه الذنوب، ولهذا السبب يتوافد إليه المسلمون من جميع أنحاء العالم، ويقضون فيه يومهم بالتضرع إلى الله تعالى والدعاء له، ومن الأعمال المستحبة في يوم عرفة الصيام، والدعاء، والذكر والتسبيح، والصدقة، وقراءة القرآن، والاعتكاف، والوقوف على جبل عرفة، ويُعتقد أن أعمال المتخاصمين تُرفع في هذا اليوم وأن الله تعالى يغفر لهم ذنوبهم ويصفح عنهم.