هل تغيير الحفاض للطفل ينقض الوضوء؟
المقدمة:
الوضوء هو أحد أركان الصلاة الخمسة في الإسلام، وهو فرض على كل مسلم ومسلمة قبل أداء الصلاة. والوضوء يعني غسل الوجه واليدين والمرفقين والرجلين ومسح الرأس بصورة معينة. ولكن هل ينقض الوضوء بتغيير الحفاض للطفل؟ هذا ما سيتم توضيحه في هذا المقال.
أولاً: تعريف تغيير الحفاض:
تغيير الحفاض هو عملية إزالة الحفاض المتسخ من الطفل واستبداله بحفاض نظيف. ويمكن أن يتم تغيير الحفاض في أي مكان، ولكن غالبًا ما يتم ذلك في الحمام أو على طاولة تغيير الحفاضات.
ثانيًا: هل تغيير الحفاض للطفل ينقض الوضوء؟
اختلف الفقهاء في حكم تغيير الحفاض للطفل على ثلاثة أقوال:
القول الأول: إن تغيير الحفاض للطفل ينقض الوضوء. وهذا القول مذهب الحنفية والحنابلة، وهو قول الإمام مالك في رواية عنه. واستدلوا على ذلك بأن تغيير الحفاض فيه مس للنجاسة، والمس للنجاسة ينقض الوضوء.
القول الثاني: إن تغيير الحفاض للطفل لا ينقض الوضوء. وهذا مذهب الشافعية وهو قول الإمام مالك في رواية أشهر عنه. واستدلوا على ذلك بأن تغيير الحفاض ليس فيه مس للنجاسة، وإنما هو مجرد إزالة النجاسة عن الطفل.
القول الثالث: إن تغيير الحفاض للطفل ينقض الوضوء إذا كان الحفاض متسخًا ومتنجسًا، ولا ينقض الوضوء إذا كان الحفاض نظيفًا وغير متنجس. وهذا قول بعض الفقهاء المعاصرين.
ثالثًا: الأدلة من السنة النبوية على عدم نقض الوضوء بتغيير الحفاض:
عن أنس رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل أمامة بنت زينب، فبال عليه، فدعا بماء فرشه على ثوبه ولم يتوضأ” (رواه البخاري ومسلم).
عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وهو حامل أمامة بنت زينب، فإذا بالت عليه أفرغ على ثوبه الماء ولم يتوضأ” (رواه البخاري ومسلم).
رابعًا: أقوال العلماء المعاصرين في حكم تغيير الحفاض للطفل:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “لا ينتقض الوضوء بتغيير الحفاض للطفل، سواء كان الحفاض متسخًا أو نظيفًا، وسواء كان الطفل ذكرًا أو أنثى. وهذا لأن تغيير الحفاض ليس فيه مس للنجاسة، وإنما هو مجرد إزالة النجاسة عن الطفل”.
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: “لا ينقض الوضوء بتغيير الحفاض للطفل، لأن تغيير الحفاض ليس فيه مس للنجاسة، وإنما هو مجرد إزالة النجاسة عن الطفل. وهذا هو مذهب الشافعية”.
خامسًا: حكم تغيير الحفاض للطفل في حالة المرض:
إذا كان الطفل مريضًا بالإسهال أو القيء، فإن تغيير الحفاض له قد يؤدي إلى نقض الوضوء. وذلك لأن الإسهال والقيء نجسان، ويمكن أن يتسربا إلى الملابس أو الجلد أثناء تغيير الحفاض. لذلك، يفضل أن يتوضأ الشخص بعد تغيير الحفاض للطفل المريض.
سادسًا: حكم تغيير الحفاض للطفل في حالة عدم وجود الماء:
إذا لم يكن هناك ماء متوفر لتوضؤ، فيمكن للشخص أن يتيمم بدلاً من ذلك. والتيمم هو مسح الوجه واليدين بالتراب أو الرمل. ويمكن أن يتم التيمم في أي مكان، وهو جائز في حالة عدم وجود الماء، أو في حالة المرض الذي يمنع من استخدام الماء.
سابعًا: الخاتمة:
وبناءً على ما سبق، فإن تغيير الحفاض للطفل لا ينقض الوضوء، إلا في حالة المرض أو عدم وجود الماء.