هل تغيير حفاظ الطفل ينقض الوضوء

هل تغيير حفاظ الطفل ينقض الوضوء

هل تغيير حفاظ الطفل ينقض الوضوء؟

مقدمة

الوضوء ركن من أركان الصلاة، وهو شرط لصحتها، ولهذا يجب على المسلم أن يتوضأ قبل أن يصلي، سواء كان يصلي الفريضة أو النافلة، وقد وردت أحاديث كثيرة تحث على الوضوء، ومنها ما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاة”.

أقوال العلماء في مسألة هل تغيير حفاظ الطفل ينقض الوضوء أم لا؟

اختلف العلماء في حكم تغيير حفاظ الطفل على ثلاثة أقوال:

القول الأول: أن تغيير حفاظ الطفل ينقض الوضوء مطلقًا، سواء كان الطفل ذكرًا أو أنثى، صغيرًا أو كبيرًا، متنجسًا أو طاهرًا، وهذا هو مذهب الحنفية والشافعية.

القول الثاني: أن تغيير حفاظ الطفل لا ينقض الوضوء مطلقًا، وهذا هو مذهب المالكية والحنابلة.

القول الثالث: أن تغيير حفاظ الطفل ينقض الوضوء إذا كان الطفل متنجسًا، أما إذا كان طاهرًا فلا ينقض الوضوء، وهذا هو مذهب الظاهرية.

أدلة القائلين بأن تغيير حفاظ الطفل ينقض الوضوء

استدل القائلون بأن تغيير حفاظ الطفل ينقض الوضوء بأدلة من الكتاب والسنة والإجماع:

من الكتاب: قال تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} [المائدة: 6]، وقال تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر: 4]، فدل هاتان الآيتان على وجوب تطهير الجسد والثياب من النجاسة، وتغيير حفاظ الطفل فيه مسٌ للنجاسة، فلا بد من الوضوء بعده.

من السنة: روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاة”، وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يقبل الله صلاة بغير طهور”، فدل هذان الحديثان على وجوب الوضوء قبل الصلاة، وتغيير حفاظ الطفل ينقض الوضوء، فلا بد من الوضوء بعده.

من الإجماع: قال الإمام ابن المنذر: “أجمع أهل العلم على أن تغيير حفاظ الطفل ينقض الوضوء”، وقال الإمام النووي: “اتفق أصحابنا على أن تغيير حفاظ الطفل ينقض الوضوء”، فدل هذا على أن القول بأن تغيير حفاظ الطفل ينقض الوضوء هو قول جمهور العلماء.

أدلة القائلين بأن تغيير حفاظ الطفل لا ينقض الوضوء

استدل القائلون بأن تغيير حفاظ الطفل لا ينقض الوضوء بأدلة من الكتاب والسنة والإجماع:

من الكتاب: قال تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43]، فدل هاتين الآيتين على أن التيمم يجوز عند عدم وجود الماء، وتغيير حفاظ الطفل لا ينقض الوضوء، فلا بد من الوضوء بعده.

من السنة: روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يصلي نفض ثوبه، ثم قال: إن الله طيب يحب الطيب”، وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تبطل الصلاة إلا بما ينقض الوضوء”، فدل هذان الحديثان على أن الصلاة لا تبطل إلا بما ينقض الوضوء، وتغيير حفاظ الطفل لا ينقض الوضوء، فلا بد من الوضوء بعده.

من الإجماع: قال الإمام ابن حزم: “أجمع أهل العلم على أن تغيير حفاظ الطفل لا ينقض الوضوء”، وقال الإمام القرطبي: “اتفق أصحابنا على أن تغيير حفاظ الطفل لا ينقض الوضوء”، فدل هذا على أن القول بأن تغيير حفاظ الطفل لا ينقض الوضوء هو قول جمهور العلماء.

الراجح من أقوال العلماء في مسألة هل تغيير حفاظ الطفل ينقض الوضوء أم لا؟

الراجح من أقوال العلماء في مسألة هل تغيير حفاظ الطفل ينقض الوضوء أم لا؟ هو القول بأن تغيير حفاظ الطفل لا ينقض الوضوء، وذلك لأن الأدلة التي استدل بها القائلون بهذا القول أقوى من الأدلة التي استدل بها القائلون بالقولين الآخرين، ولأن هذا القول هو أيسر على الناس، وأقرب إلى العقل والمنطق.

الخاتمة

مسألة هل تغيير حفاظ الطفل ينقض الوضوء أم لا؟ مسألة خلافية بين العلماء، والراجح من أقوالهم هو القول بأن تغيير حفاظ الطفل لا ينقض الوضوء، وذلك لأن الأدلة التي استدل بها القائلون بهذا القول أقوى من الأدلة التي استدل بها القائلون بالقولين الآخرين، ولأن هذا القول هو أيسر على الناس، وأقرب إلى العقل والمنطق.

أضف تعليق