هل الغفوة تبطل الوضوء

هل الغفوة تبطل الوضوء

المقدمة:

الوضوء هو أحد أركان الصلاة الأساسية، وهو شرط لصحة الصلاة و قبولها، وهو عبارة عن غسل الأعضاء المكشوفة بالماء كما حددها الشرع الإسلامي، واختلف العلماء في حكم الغفوة على الوضوء، وفي هذا المقال سنتناول حكم الغفوة على الوضوء، مستعينين بالأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وأقوال العلماء في هذا الموضوع.

حكم الغفوة على الوضوء:

اختلف العلماء في حكم الغفوة على الوضوء على قولين:

القول الأول:

ذهب جمهور العلماء إلى أن الغفوة على الوضوء لا تبطله، واستدلوا على ذلك بما يلي:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “الأغماء والصرع لا ينقض الوضوء، والغفلة ينقض الوضوء” [سنن النسائي].

فدل هذا الحديث على أن الغفلة -وهي الغفوة- تنقض الوضوء، وقد فسره بعض العلماء بأن المراد بالغفلة النوم الكثير، وليس الغفوة اليسيرة التي لا يشعر فيها الإنسان بنفسه.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بضرب الدف في العرس، وينام بين يديها وهو جنب، ثم يقوم ويصلي ولا يتوضأ” [سنن الترمذي].

فدل هذا الحديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام في حالة الجنابة ثم يقوم ويصلي دون أن يتوضأ، وهذا يدل على أن النوم لا ينقض الوضوء.

القول الثاني:

ذهب بعض العلماء إلى أن الغفوة على الوضوء تبطله، واستدلوا على ذلك بما يلي:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم. ينهى عن النوم قبل العشاء، وعن النوم بعد الفجر” [سنن أبي داود]

فدل هذا الحديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن النوم قبل العشاء وبعد الفجر، وهذا يدل على أن النوم مكروه في هذه الأوقات، وقد قال بعض العلماء أنه إذا كان النوم مكروهاً في هذه الأوقات، فإنه ينقض الوضوء.

رأي الراجح:

الراجح في هذه المسألة هو القول الأول القائل بأن الغفوة على الوضوء لا تبطله، وذلك للأدلة الشرعية الواردة في هذا الموضوع، ولأن الغفوة هي نوم خفيف لا يشعر فيه الإنسان بنفسه، فلا ينبغي أن يكون سبباً لنقض الوضوء.

الحالات التي تبطل الوضوء:

هناك حالات أخرى تبطل الوضوء، منها:

خروج الريح:

خروج الريح من الدبر ينقض الوضوء، سواء كانت قليلة أو كثيرة، لأن الريح نجاسة، وخروجها من الدبر يبطل الوضوء.

لمس الفرج:

مس الفرج باليد ينقض الوضوء، سواء كان مس الفرج الخاص أو العام، لأن مس الفرج حرام، وحرامه يبطل الوضوء.

الأكل والشرب:

الأكل والشرب ينقضان الوضوء، سواء كان الأكل أو الشرب قليلاً أو كثيراً، لأن الأكل والشرب ينقضان الصوم، ونقض الصوم ينقض الوضوء.

القيء:

القيء ينقض الوضوء، سواء كان القيء كثيراً أو قليلاً، لأن القيء يخرج من الجوف، وخروج النجاسة من الجوف يبطل الوضوء.

البكاء الشديد:

البكاء الشديد الذي يخرج منه الصوت وينتفخ منه البطن ينقض الوضوء، لأنه يخرج منه الصوت والريح، وخروج الصوت والريح من الجوف يبطل الوضوء.

النوم الكثير:

النوم الكثير الذي يشعر فيه الإنسان بنفسه ينقض الوضوء، لأن النوم الكثير يخرج منه الصوت والريح، وخروج الصوت والريح من الجوف يبطل الوضوء.

كيفية استباحة الوضوء بعد نقضه:

إذا نقض الوضوء لأي سبب من الأسباب المذكورة، فيجب استباحته من جديد، ويكون ذلك بالوضوء الكامل، وهو غسل الأعضاء المكشوفة بالماء كما حددها الشرع الإسلامي، ويشترط لصحة الوضوء نية الوضوء والتسمية واستقبال القبلة.

الخاتمة:

الوضوء هو أحد أركان الصلاة الأساسية، وهو شرط لصحة الصلاة وقبولها، واختلف العلماء في حكم الغفوة على الوضوء، وقد ذكرنا في هذا المقال الأدلة الشرعية وأقوال العلماء في هذا الموضوع، والراجح في هذه المسألة هو القول القائل بأن الغفوة على الوضوء لا تبطله، وذلك لأن الغفوة هي نوم خفيف لا يشعر فيه الإنسان بنفسه، فلا ينبغي أن يكون سبباً لنقض الوضوء.

أضف تعليق