هل خروج الريح بدون رائحة ينقض الوضوء

هل خروج الريح بدون رائحة ينقض الوضوء

مقدمة:

الصلاة ركن أساسي من أركان الإسلام، ولصحة الصلاة لابد من الوضوء، والوضوء هو تطهير أجزاء معينة من الجسم بالماء على وجه مخصوص، ومن أهم ما ينقض الوضوء هو خروج الريح، فهل خروج الريح بدون رائحة ينقض الوضوء؟

الدليل من الكتاب والسنة:

ورد في قوله تعالى: {وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} [المائدة: 6]، وجاء في الحديث النبوي: “لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ” [أبو داود]، وقد فسر العلماء الإحداث بالخروج من أحد السبيلين، سواء كان بالبول أو الغائط أو الريح.

أقوال العلماء في خروج الريح بدون رائحة:

اختلف العلماء في حكم خروج الريح بدون رائحة هل ينقض الوضوء أم لا؟ على ثلاثة أقوال:

1. القول الأول: ينقض الوضوء مطلقًا، سواء كان مع رائحة أو بدون رائحة، وهذا قول جمهور الفقهاء، واستدلوا بعموم الأدلة الواردة في نقض الوضوء بخروج الريح، وعدم تخصيصها بخروج الريح مع الرائحة.

2. القول الثاني: لا ينقض الوضوء مطلقًا، سواء كان مع رائحة أو بدون رائحة، وهذا قول الحنفية، واستدلوا بأن خروج الريح من الأمور الطبيعية التي لا يمكن للإنسان التحكم فيها، فلا ينبغي أن تكون ناقضة للوضوء.

3. القول الثالث: ينقض الوضوء إذا كان مع رائحة، ولا ينقض إذا كان بدون رائحة، وهذا قول الظاهرية، واستدلوا بأن خروج الريح مع الرائحة يدل على خروج شيء من البطن، وهو ما ينقض الوضوء، بينما خروج الريح بدون رائحة لا يدل على خروج شيء من البطن.

الراجح من أقوال العلماء:

الراجح من أقوال العلماء هو القول الأول، وهو أن خروج الريح مطلقًا، سواء كان مع رائحة أو بدون رائحة، ينقض الوضوء، وذلك لأن عموم الأدلة الواردة في نقض الوضوء بخروج الريح لا يخصص بخروج الريح مع الرائحة.

الخلاصة:

خروج الريح ينقض الوضوء مطلقًا، سواء كان مع رائحة أو بدون رائحة، وهذا هو الراجح من أقوال العلماء، وذلك لعموم الأدلة الواردة في نقض الوضوء بخروج الريح.