هل خروج المذي يوجب الغسل

هل خروج المذي يوجب الغسل

المدخل:

المذي هو سائل شفاف أو أبيض يخرج من الذكر دون شهوة أو لمس، وهو أحد علامات البلوغ عند الذكور. وقد اختلف الفقهاء في حكم خروج المذي، فذهب البعض إلى أنه لا يوجب الغسل، بينما ذهب البعض الآخر إلى أنه يوجب الغسل. وسنتناول في هذا المقال أدلة الفريقين ومناقشتها للوصول إلى الحكم الشرعي الصحيح.

1. تعريف المذي وأنواعه:

– المذي هو سائل شفاف أو أبيض لزج يخرج من الذكر عند الاستثارة الجنسية أو التفكير فيها أو الاحتلام.

– ينقسم المذي إلى قسمين: المذي الصافي والمذي الكدر.

– المذي الصافي هو السائل الذي يخرج عند الاستثارة الجنسية أو التفكير فيها، ويكون لونه أبيض شفافًا.

– المذي الكدر هو السائل الذي يخرج عند الاحتلام، ويكون لونه أبيض مائل إلى الصفرة.

2. حكم خروج المذي عند جمهور الفقهاء:

– يرى جمهور الفقهاء أن خروج المذي لا يوجب الغسل، وذلك لأن المذي ليس منيًا، والمني هو السائل الذي يخرج عند الجماع أو الاستمناء.

– يستدل جمهور الفقهاء على رأيهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا غسل إلا من مني”.

– كما يستدلون بقوله صلى الله عليه وسلم: “ليس في المذي غسل”.

3. الأدلة على عدم وجوب الغسل بخروج المذي:

– أولاً: السنة النبوية:

– روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ليس في المذي غسل”.

– كما روى أبو داود والنسائي عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا غسل إلا من مني”.

– ثانيًا: الإجماع:

– أجمع الصحابة والتابعون على عدم وجوب الغسل بخروج المذي، وهذا الإجماع حجة شرعية معتبرة.

– ثالثًا: القياس:

– المذي يشبه البول في خروجه من الذكر، والبول لا ينقض الوضوء، فكذلك المذي لا ينقض الوضوء.

4. أقوال الفقهاء في حكم خروج المذي:

– ذهب الحنفية إلى أن خروج المذي لا يوجب الغسل، مستدلين بحديث عائشة رضي الله عنها السابق.

– وذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن خروج المذي يوجب الغسل، مستدلين بحديث علي رضي الله عنه السابق.

– وقد اختلف الفقهاء في حكم خروج المذي عند المرأة، فذهب بعضهم إلى أنه لا يوجب الغسل، وذهب البعض الآخر إلى أنه يوجب الغسل.

5. حكم خروج المذي عند الحنابلة:

– يرى الحنابلة أن خروج المذي يوجب الغسل، مستدلين بحديث علي رضي الله عنه السابق.

– كما يستدلون بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من مس ذكره فليتوضأ”.

– ويستدلون أيضًا بأن المذي سائل نجس، وخروج النجاسة من البدن يوجب الغسل.

6. حكم خروج المذي عند المذاهب الأخرى:

– يرى الحنفية والمالكية والشافعية أن خروج المذي لا يوجب الغسل، مستدلين بحديث عائشة رضي الله عنها السابق.

– كما يستدلون بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ليس في المذي غسل”.

– ويستدلون أيضًا بأن المذي ليس منيًا، والمني هو السائل الذي يخرج عند الجماع أو الاستمناء.

7. الراجح من أقوال الفقهاء:

– الراجح من أقوال الفقهاء هو أن خروج المذي لا يوجب الغسل، وذلك لأن الأدلة التي استدل بها القائلون بوجوب الغسل ضعيفة، بينما الأدلة التي استدل بها القائلون بعدم وجوب الغسل قوية.

الخاتمة:

اتفق جمهور الفقهاء على أن خروج المذي لا يوجب الغسل إلا الحنابلة، واستدلوا على ذلك بعدة أحاديث نبوية منها حديث علي رضي الله عنه “من مس ذكره فليتوضأ”، وحديث أبي هريرة رضي الله عنه “ليس في المذي غسل”، وحديث عائشة رضي الله عنها “لا غسل إلا من مني”. وبناءً على هذه الأدلة، فإن الراجح من أقوال الفقهاء هو أن خروج المذي لا يوجب الغسل.

أضف تعليق