هل زكاة المال فرض

هل زكاة المال فرض

هل زكاة المال فرض؟

مقدمة:

الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي ركن مالي يُخرج من الأموال الزائدة عن الحاجات الأصلية، وتُعطى للمحتاجين والفقراء والمساكين. وقد فرضت الزكاة في السنة الثانية للهجرة، بعد أن هاجر النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة.

أدلة وجوب زكاة المال:

1. الدليل من القرآن الكريم:

قال الله تعالى في سورة البقرة: “وآتوا الزكاة”.

وقال تعالى في سورة التوبة: “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها”.

2. الدليل من السنة النبوية:

روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان”.

روى الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الزكاة حق المال، تؤخذ من غنيه وتُعطى لفقيره”.

3. الدليل من الإجماع:

أجمع المسلمون على وجوب زكاة المال، ولم يخالف في ذلك أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان.

شروط وجوب زكاة المال:

1. النية:

النية شرط لصحة الزكاة، فلا تصح الزكاة بدون نية، ويجب على المزكي أن ينوي إخراج الزكاة لله تعالى، وأن يتقرب بها إليه.

2. الملكية:

يجب أن يكون المال مملوكًا للمزكي ملكية تامة، فلا تجب الزكاة في المال المرهون أو المؤجر أو الموقوف.

3. الزيادة عن الحاجة الأصلية:

يجب أن يكون المال زائدًا عن الحاجة الأصلية للمزكي، فلا تجب الزكاة في المال الذي يحتاجه المزكي لنفسه أو لأسرته.

4. الحول:

يجب أن يمر على المال حول كامل، أي سنة قمرية، من تاريخ اكتسابه، فلا تجب الزكاة في المال قبل مرور عام كامل عليه.

أنواع أموال الزكاة:

1. الذهب والفضة:

تجب الزكاة في الذهب والفضة إذا بلغت قيمتهما نصابًا، والنصاب هو 85 جرامًا من الذهب أو 595 جرامًا من الفضة.

2. العروض التجارية:

تجب الزكاة في العروض التجارية، وهي الأشياء التي تباع وتشترى، إذا بلغت قيمتها نصابًا.

3. الأنعام:

تجب الزكاة في الإبل والبقر والغنم والماعز إذا بلغت نصابًا.

4. الزروع والثمار:

تجب الزكاة في الزروع والثمار إذا بلغت نصابًا، والنصاب هو خمسة أوسق، والوسق هو 60 صاعًا، والصاع هو أربعة أمداد.

كيفية حساب زكاة المال:

1. الذهب والفضة:

تُحسب زكاة الذهب والفضة بنسبة 2.5% من قيمتهما.

2. العروض التجارية:

تُحسب زكاة العروض التجارية بنسبة 2.5% من قيمتها.

3. الأنعام:

تُحسب زكاة الإبل بنسبة 2.5% من عددها.

تُحسب زكاة البقر والغنم والماعز بنسبة 12.5% من عددها.

4. الزروع والثمار:

تُحسب زكاة الزروع والثمار بنسبة 10% من محصولها إذا كان مسقيًا بماء المطر.

تُحسب زكاة الزروع والثمار بنسبة 5% من محصولها إذا كان مسقيًا بماء الآبار.

الذين تجب عليهم الزكاة:

1. المسلمون البالغون العاقلون:

تجب الزكاة على المسلمين البالغين العاقلين، ذكورًا وإناثًا.

2. أهلية التصرف:

يجب أن يكون المزكي أهلًا للتصرف في ماله، فلا تجب الزكاة على القاصر أو المجنون.

3. القدرة المالية:

يجب أن يكون المزكي قادرًا ماليًا على إخراج الزكاة، فلا تجب الزكاة على الفقير أو المعدم.

المصرفون الذين تُعطى لهم الزكاة:

1. الفقراء:

تُعطى الزكاة للفقراء الذين لا يملكون ما يكفيهم من المال لقضاء حاجاتهم الأصلية.

2. المساكين:

تُعطى الزكاة للمساكين الذين يملكون شيئًا من المال، ولكنه لا يكفيهم لقضاء حاجاتهم الأصلية.

3. العاملون عليها:

تُعطى الزكاة للعاملين عليها، وهم الذين يقومون بجمع الزكاة وتوزيعها على مستحقيها.

4. في سبيل الله:

تُعطى الزكاة في سبيل الله، أي في الأعمال الخيرية التي تُنفق فيها أموال الزكاة، مثل بناء المساجد والمدارس والمستشفيات.

5. الغارمون:

تُعطى الزكاة للغارمين الذين عليهم ديون لا يستطيعون سدادها.

6. ابن السبيل:

تُعطى الزكاة لابن السبيل، وهو المسافر الذي نفد زاد سفره ولم يجد ما يكفيه لإكمال سفره.

خاتمة:

الزكاة هي ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي عبادة مالية واجبة على كل مسلم بالغ عاقل قادر ماليًا. وتُخرج الزكاة من الأموال الزائدة عن الحاجة الأصلية وتُعطى للمحتاجين والفقراء والمساكين. والزكاة لها فوائد كثيرة على الفرد والمجتمع، فهي تطهر النفس من البخل والشح، وتنمي فيها روح العطاء والسخاء، وتساعد على تحقيق التكافل الاجتماعي وإعانة المحتاجين والفقراء.

أضف تعليق