هل لبس الباروكة حرام

هل لبس الباروكة حرام

المقدمة:

الباروكة هي شعر اصطناعي يُوضع على الرأس بهدف إخفاء تساقط الشعر أو الصلع أو تغيير مظهر الشعر. وقد انتشر استخدام الباروكات في الآونة الأخيرة بين النساء والرجال على حد سواء، مما أثار جدلاً واسعاً حول جواز ارتدائها من الناحية الشرعية. وفي هذا المقال، سنتناول حكم ارتداء الباروكة في الإسلام من خلال استعراض الأدلة الشرعية وآراء الفقهاء.

حكم لبس الباروكة في الإسلام:

1. الأدلة الشرعية:

أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم:

لم يرد في السنة النبوية أي نص صريح يحرم أو يحلل لبس الباروكة. ومع ذلك، فقد وردت أحاديث عامة تدل على أن تغيير مظهر الخلقة أمر غير جائز. ومن هذه الأحاديث، ما رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: “لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله”.

الآيات القرآنية:

لم يرد في القرآن الكريم ذكر صريح للباروكة أو تغيير مظهر الشعر. إلا أن هناك آيات عامة تدعو إلى الالتزام بالفطرة السليمة وعدم تغيير خلق الله. ومن هذه الآيات، قوله تعالى: “ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم”.

2. آراء الفقهاء:

المذهب الحنفي:

يرى الحنفية أن لبس الباروكة جائز للرجال والنساء إذا كان الهدف منها إخفاء العيب أو المرض. أما إذا كان الهدف من ارتدائها الزينة والتجميل، فإن ذلك مكروه.

المذهب المالكي:

يقول المالكية إن لبس الباروكة حرام على الرجال والنساء على حد سواء، سواء كان الهدف منها إخفاء العيب أو التجميل.

المذهب الشافعي:

يفرق الشافعية بين لبس الباروكة للرجال والنساء. فحكم لبس الباروكة للرجال جائز إذا كان الغرض منها إخفاء العيب أو المرض. أما النساء، فلا يجوز لهن لبس الباروكة إلا في حالة الضرورة القصوى.

المذهب الحنبلي:

يحرم الحنابلة لبس الباروكة على الرجال والنساء في جميع الأحوال. ويرون أن ذلك من تغيير خلق الله تعالى.

3. شروط جواز لبس الباروكة:

أن يكون الغرض من ارتدائها مشروعاً:

يجوز للمرأة أن تلبس الباروكة إذا كان الغرض من ذلك إخفاء عيب أو مرض في شعرها، مثل الصلع أو تساقط الشعر الشديد. كما يجوز للرجل أن يلبس الباروكة إذا كان يعاني من الصلع أو تساقط الشعر الشديد.

أن تكون الباروكة مصنوعة من شعر طبيعي أو صناعي جائز:

لا يجوز للمرأة أن تلبس باروكة مصنوعة من شعر محرم، مثل شعر الخنزير أو الكلب. كما لا يجوز للرجل أن يلبس باروكة مصنوعة من شعر امرأة.

أن تكون الباروكة ساترة للشعر الطبيعي:

يجب أن تكون الباروكة ساترة للشعر الطبيعي بشكل كامل، ولا يُظهر شيئاً منه.

4. الحكمة من تحريم لبس الباروكة:

حفظ الفطرة السليمة:

إن لبس الباروكة من الأمور التي تغير مظهر الخلقة وتخالف الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها. وقد نهى الإسلام عن تغيير الفطرة السليمة، لقوله تعالى: “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها”.

منع الخداع والتدليس:

إن لبس الباروكة قد يؤدي إلى الخداع والتدليس على الآخرين، وذلك من خلال إظهار مظهر مغاير للحقيقة. وقد نهى الإسلام عن الخداع والتدليس، لقوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون”.

الحفاظ على الهوية:

إن لبس الباروكة قد يؤدي إلى فقدان الهوية، وذلك من خلال إظهار مظهر مختلف عن المظهر الطبيعي. وقد أمر الإسلام بالحفاظ على الهوية، لقوله تعالى: “ولكم في رسول الله أسوة حسنة”.

5. حكم لبس الباروكة في المناسبات الخاصة:

حكم لبس الباروكة في الزفاف:

يجوز للمرأة أن تلبس باروكة في يوم زفافها إذا كان الغرض من ذلك إخفاء عيب أو مرض في شعرها. ولكن يجب أن تكون الباروكة ساترة للشعر الطبيعي بشكل كامل، ولا يُظهر شيئاً منه.

حكم لبس الباروكة في الحفلات:

يجوز للمرأة أن تلبس باروكة في الحفلات إذا كان الغرض من ذلك إخفاء عيب أو مرض في شعرها. ولكن يجب أن تكون الباروكة ساترة للشعر الطبيعي بشكل كامل، ولا يُظهر شيئاً منه.

حكم لبس الباروكة في العمل:

يجوز للمرأة أن تلبس باروكة في العمل إذا كان الغرض من ذلك إخفاء عيب أو مرض في شعرها. ولكن يجب أن تكون الباروكة ساترة للشعر الطبيعي بشكل كامل، ولا يُظهر شيئاً منه.

6. كيفية التعامل مع من يلبس الباروكة:

عدم الإساءة أو السخرية:

يجب على المسلم أن يتعامل مع من يلبس الباروكة باحترام وعدم الإساءة إليه أو السخرية منه. فالإساءة والسخرية من الغير من الأمور المحرمة في الإسلام.

النصح والارشاد:

إذا كان المسلم يرى أن لبس الباروكة مخالف للشرع، فيجوز له أن ينصح من يلبسها ويدعوه إلى تركها. ولكن يجب أن يكون النصح والإرشاد بالرفق واللين، دون الإساءة أو السخرية.

الحكم على النوايا:

لا يجوز الحكم على من يلبس الباروكة بالنفاق أو الكذب. فالحكم على النوايا من الأمور التي لا يعلمها إلا الله تعالى.

7. الختام:

وفي الختام، فإن حكم لبس الباروكة في الإسلام يختلف بحسب الغرض من ارتدائها والظروف المحيطة بها. فإذا كان الغرض من ارتدائها مشروعاً وكانت الشروط المذكورة أعلاه متوفرة، فلا حرج في لبسها. أما إذا كان الغرض من ارتدائها محرماً أو كانت الشروط المذكورة أعلاه غير متوفرة، فلا يجوز لبسها.

أضف تعليق