هل للميت اضحيه

هل للميت اضحيه

هل للميت أضحية؟

مقدمة:

الأضحية هي أحد شعائر الحج في الإسلام، وهي ذبح بهيمة الأنعام تقربًا إلى الله تعالى، وتكون في يوم العيد بعد صلاة العيد. وقد اختلفت الآراء حول مشروعية الأضحية عن الميت، فمنهم من قال أنها جائزة ومنهم من قال أنها غير جائزة.

أولاً: مشروعية الأضحية عن الميت:

1. الأدلة من السنة النبوية:

– روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: “كان عمر بن الخطاب يضحي عن نفسه وعن أهله، وعن أبيه وأمه”.

– روى الإمام أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحي بكبشين أملحين، ثم قال: «أضحي عنهما وعن أمته ممن لم يضح».

2. دليل القياس:

– إذا كانت الأضحية جائزة عن الحي فلأن تكون جائزة عن الميت أولى، لأن الميت أحوج إلى الثواب من الحي، فهو لا يستطيع أن يعمل شيئًا لنفسه.

3. دليل المعنى:

– الأضحية هي صدقة يتقرب بها إلى الله تعالى، والصدقة عن الميت جائزة، فكذلك الأضحية.

ثانيًا: عدم مشروعية الأضحية عن الميت:

1. الأدلة من السنة النبوية:

– روى الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تذبحوا عن موتاكم».

2. دليل القياس:

– إذا كانت العبادات لا تنوب من الغير عن الغير فكذلك الأضحية، لأن الأضحية عبادة من العبادات.

3. دليل المعنى:

– الأضحية هي عبادة بدنية، والميت غير قادر على القيام بها، فكيف ينوب عنه غيره فيها؟

ثالثًا: أقوال العلماء في الأضحية عن الميت:

1. جمهور العلماء:

– جمهور العلماء على عدم مشروعية الأضحية عن الميت، ومنهم الإمام الشافعي والإمام أحمد والإمام ابن تيمية والإمام ابن القيم.

2. بعض العلماء:

– بعض العلماء قالوا بجواز الأضحية عن الميت، ومنهم الإمام أبو حنيفة والإمام مالك.

3. الترجيح:

– الراجح هو قول جمهور العلماء بعدم مشروعية الأضحية عن الميت، وذلك لأن نصوص السنة النبوية أكثر وضوحًا في هذا الأمر.

رابعًا: ثواب الأضحية:

1. ثواب الأضحية في الدنيا:

– الأضحية سبب في تكفير الذنوب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما عمل ابن آدم يوم النحر أفضل من إهراق الدم، إنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض، فطيبوا بها نفسًا».

2. ثواب الأضحية في الآخرة:

– الأضحية سبب في دخول الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الكبش الضأن يجيء صاحبها يوم القيامة بقرونه وأظلافه، فيقول الله عز وجل: أدخل عبدي الجنة».

3. ثواب الأضحية للميت:

– إذا ضحى شخص عن ميت فإنه يأمل أن ينال الميت ثواب الأضحية في الآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».

خامسًا: شروط صحة الأضحية:

1. شروط صحة الأضحية في ذاتها:

– أن تكون من بهيمة الأنعام، وهي الإبل والبقر والغنم.

– أن تكون سليمة من العيوب، كالعور والعرج والمرض.

– أن تبلغ السن المحددة، وهي سنتان في الإبل والبقر، وسنة في الغنم.

2. شروط صحة الأضحية في صاحبها:

– أن يكون مسلمًا.

– أن يكون عاقلاً.

– أن يكون قادرًا على شراء الأضحية.

3. شروط صحة الأضحية في كيفية الذبح:

– أن تذبح الأضحية في يوم النحر، وهو يوم العيد.

– أن تذبح في بلد الأضحية.

– أن يذبحها صاحبها أو من ينوب عنه.

سادسًا: أفضل الأضاحي:

1. أفضل الأضاحي في ذاتها:

– أفضل الأضاحي هي الإبل، ثم البقر، ثم الغنم.

– أفضل الغنم هي الكباش، ثم الضأن، ثم المعز.

2. أفضل الأضاحي في سنها:

– أفضل الأضاحي هي التي بلغت السن المحددة، وهي سنتان في الإبل والبقر، وسنة في الغنم.

3. أفضل الأضاحي في صفتها:

– أفضل الأضاحي هي التي تكون سليمة من العيوب، كالعور والعرج والمرض.

– أفضل الأضاحي هي التي تكون سمينة وذات لحم كثير.

سابعًا: كيفية توزيع لحم الأضحية:

1. الثلث الأول:

– يذبح صاحب الأضحية ثلث لحمها ويأكله هو وأهله.

2. الثلث الثاني:

– يهدي صاحب الأضحية ثلث لحمها إلى أقاربه وأصدقائه وجيرانه.

3. الثلث الثالث:

– يتصدق صاحب الأضحية بثلث لحمها على الفقراء والمساكين.

الخاتمة:

الأضحية سنة مؤكدة في الإسلام، وهي من شعائر الحج، وهي سبب في تكفير الذنوب ودخول الجنة. والأفضل أن يضحي كل مسلم عن نفسه وعن أهله.

أضف تعليق