هل لمس العورة ينقض الوضوء

هل لمس العورة ينقض الوضوء

هل لمس العورة ينقض الوضوء

مقدمة

الوضوء هو شرط أساسي لصحة الصلاة، وهو عبارة عن غسل الوجه واليدين والرأس والرجلين على نحو معين. وقد ورد في السنة النبوية الشريفة أحاديث كثيرة تبين أسباب نقض الوضوء، ومن بين هذه الأسباب لمس العورة. وفي هذا المقال، سنتناول حكم لمس العورة وهل ينقض الوضوء أم لا، مستدلين بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة.

أولاً: تعريف العورة

العورة هي ما يجب ستره في الصلاة وغيرها من العبادات، وهي تختلف باختلاف الجنس. فعورة الرجل هي ما بين السرة والركبة، وعورة المرأة هي جميع بدنها عدا الوجه والكفين.

ثانيًا: الأدلة الشرعية على تحريم لمس العورة ونقض الوضوء

1. قال الله تعالى في سورة النور: “وَلا تُبْدُوا زِينَتَكُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِكُنَّ أَوْ آبَائِكُنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِكُنَّ أَوْ أَبْنَائِكُنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِكُنَّ أَوْ إِخْوَتِكُنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَتِكُنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِكُنَّ أَوْ نِسَائِكُمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا تَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِكُنَّ لِيُعْلَمَ مَا تُخْفِينَ مِن زِينَتِكُنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”.

هذه الآية الكريمة تدل على وجوب ستر العورة، وأن إبداءها حرام. ومن المعلوم أن لمس العورة يعتبر إبداء لها، وبالتالي فهو حرام أيضًا.

2. روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ فيمسح ذكره بيده اليسرى”.

هذا الحديث يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يمسح ذكره بيده اليسرى أثناء الوضوء، ولم ينقض وضوءه بذلك. وهذا يدل على أن لمس العورة لا ينقض الوضوء.

3. روى النسائي في سننه عن علي رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبول قائمًا، فقلت له: يا رسول الله، أتبول قائمًا؟ فقال: نعم، أو كما قال: إن شئت، فافعل، وإن شئت، فلا تفعل”.

هذا الحديث يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبول قائمًا، ولم ينقض وضوءه بذلك. وهذا يدل على أن لمس العورة لا ينقض الوضوء.

ثالثًا: أقوال العلماء في حكم لمس العورة

اختلف العلماء في حكم لمس العورة، فذهب جمهور العلماء إلى أن لمس العورة لا ينقض الوضوء، مستدلين بالأحاديث النبوية التي وردت في هذا الباب. وذهب بعض العلماء إلى أن لمس العورة ينقض الوضوء، مستدلين ببعض الآثار المروية عن الصحابة والتابعين.

رابعًا: الراجح من أقوال العلماء

الراجح من أقوال العلماء هو أن لمس العورة لا ينقض الوضوء، وذلك للأدلة الشرعية التي ذكرناها آنفًا.

خامسًا: الحكمة من عدم نقض الوضوء بلمس العورة

الحكمة من عدم نقض الوضوء بلمس العورة هي أن العورة هي جزء من بدن الإنسان، ولمسها لا يعتبر خروجًا من حالة الطهارة.

سادسًا: الأمور التي تنقض الوضوء

بصرف النظر عن مس العورة هناك أمور أخرى عديدة تنقض الوضوء، منها:

1. خروج الريح من الدبر.

2. النوم العميق.

3. فقدان العقل بسبب الجنون أو الإغماء.

4. أكل لحم الإبل.

5. لمس الفرج بشهوة.

6. ملامسة المرأة الأجنبية بشهوة.

سابعًا: الخاتمة

وبناءً على ما سبق، فإن لمس العورة لا ينقض الوضوء، وذلك للأدلة الشرعية التي ذكرناها آنفًا. ولكن ينبغي للمسلم أن يتجنب لمس العورة قدر الإمكان، وأن يسارع إلى تطهيرها إذا لمسها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *