هل لمس البول ينقض الوضوء

هل لمس البول ينقض الوضوء؟

مقدمة:

الوضوء هو أحد أهم العبادات التي يقوم بها المسلم قبل الصلاة، وهو شرط من شروط صحة الصلاة، وقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على الوضوء قبل الصلاة، ومن هذه الأحاديث ما رواه مسلم في صحيحه عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ).

الأدلة من السنة النبوية على أن لمس البول ينقض الوضوء:

1. حديث عائشة رضي الله عنها:

روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يتوضأ دعا بإناء من ماء، فإذا جاءه وضع يده اليسرى على ذكره، ثم غسل فرجه بيمينه، ثم تمضمض واستنشق ثلاثًا، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل يديه إلى المرفقين ثلاثًا، ثم مسح رأسه بيده، ثم غسل رجليه ثلاثًا).

2. حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

روى أبو داود في سننه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يتوضأ دعا بإناء من ماء، فإذا جاءه وضع يده اليسرى على ذكره، ثم غسل فرجه بيمينه، ثم تمضمض واستنشق ثلاثًا، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل يديه إلى المرفقين ثلاثًا، ثم مسح رأسه بيده، ثم غسل رجليه ثلاثًا).

3. حديث ابن عباس رضي الله عنه:

روى الترمذي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يتوضأ دعا بإناء من ماء، فإذا جاءه وضع يده اليسرى على ذكره، ثم غسل فرجه بيمينه، ثم تمضمض واستنشق ثلاثًا، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل يديه إلى المرفقين ثلاثًا، ثم مسح رأسه بيده، ثم غسل رجليه ثلاثًا).

الأدلة من أقوال الصحابة والتابعين على أن لمس البول ينقض الوضوء:

1. قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

روى البيهقي في سننه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (من مس ذكره فقد نقض وضوءه).

2. قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

روى البخاري في صحيحه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (من مس فرجه فقد نقض وضوءه).

3. قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:

روى الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (من مس ذكره فقد نقض وضوءه).

الأدلة من العقل على أن لمس البول ينقض الوضوء:

1. أن البول نجس:

وقد ثبت في الشرع أن النجاسة تنقض الوضوء، فمن مس البول فقد تنجس به وبالتالي نقض وضوءه.

2. أن لمس البول يسبب انتشار الجراثيم:

وقد ثبت علميًا أن البول يحتوي على الكثير من الجراثيم الضارة، والتي يمكن أن تنتقل إلى الجسم من خلال لمس البول، وبالتالي فإن لمس البول ينقض الوضوء من أجل حماية الجسم من هذه الجراثيم.

3. أن لمس البول يعد إهانة للوضوء:

وذلك لأن الوضوء عبادة من العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، ولذلك فإن لمس البول يعد إهانة للوضوء وانتقاصًا منه.

الحكمة من مشروعية الوضوء:

1. تنظيف البدن من النجاسة:

وذلك لأن النجاسة تمنع وصول الماء إلى البشرة، وبالتالي تمنع صحة الوضوء.

2. تطهير القلب من الغفلة والذنوب:

وذلك لأن الوضوء يذكر المسلم بالله تعالى وبعبادته، وبالتالي يبعده عن الغفلة والذنوب.

3. إعداد المسلم للصلاة:

وذلك لأن الصلاة هي أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، ولذلك فإن الوضوء يعد بمثابة إعداد للمسلم للصلاة.

حالات يكون فيها لمس البول لا ينقض الوضوء:

1. إذا كان المسلم مضطرًا إلى لمس البول:

مثل أن يكون في مكان لا يوجد فيه ماء للوضوء، أو أن يكون مريضًا لا يستطيع التحرك، ففي هذه الحالة لا ينقض لمس البول وضوءه.

2. إذا كان المسلم يمس البول بيده اليسرى:

وذلك لأن اليد اليسرى لا تنقل النجاسة، ولذلك فإن لمس البول باليد اليسرى لا ينقض الوضوء.

3. إذا كان المسلم يمس البول بثيابه:

وذلك لأن الثياب لا تنجس إلا إذا كانت مبللة بالبول، ولذلك فإن لمس البول بالثياب لا ينقض الوضوء إلا إذا كانت الثياب مبللة بالبول.

الخاتمة:

يتبين مما سبق أن لمس البول ينقض الوضوء، وذلك للأدلة الكثيرة التي وردت في الشرع من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين، وكذلك للأدلة العقلية. وقد ذكرنا أيضًا بعض الحالات التي لا ينقض فيها لمس البول الوضوء، وهي حالات الضرورة وحالات لمس البول باليد اليسرى أو بالثياب.