هل ليله القدر تكون فرديه

هل ليله القدر تكون فرديه

**هل ليلة القدر تكون فردية؟**

**مقدمة:**

ليلة القدر من أهم الليالي في الإسلام، وهي ليلة مباركة أنزل فيها القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: “إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر”، وقد وردت أحاديث كثيرة عن فضل هذه الليلة وأهميتها، فلا عجب أن تكثر الأسئلة حولها، ومن أهم هذه الأسئلة متى تكون ليلة القدر؟ وهل هي فردية أم أنها متعددة؟.

**أولاً: ليلة القدر في القرآن الكريم:**

ورد ذكر ليلة القدر في القرآن الكريم في سورة القدر، قال تعالى: “إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر”، وقد اختلف المفسرون في تفسير هذه الليلة المباركة، فمنهم من قال إنها ليلة نزول القرآن الكريم كاملاً على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومنهم من قال إنها ليلة نزول أول جزء من القرآن الكريم، ومنهم من قال إنها ليلة القدر التي يقدر الله فيها الأحداث للعام المقبل، وقال آخرون إنها الليلة التي تكتب فيها أقدار العباد.

**ثانيًا: ليلة القدر في السنة النبوية:**

وردت أحاديث كثيرة عن فضل ليلة القدر وأهميتها، ومنها حديث عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيره”، وحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”، وفي حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان فاطلبوها في كل فرد منها”.

**ثالثًا: متى تكون ليلة القدر:**

اختلف العلماء في تحديد موعد ليلة القدر، فمنهم من قال إنها في ليلة السابع والعشرين من رمضان، ومنهم من قال إنها في ليلة التاسع والعشرين، ومنهم من قال إنها في ليلة الحادي والثلاثين، وهناك من قال إنها متنقلة بين هذه الليالي. إلا أن تحديد ليلة القدر بالضبط أمر غير معلوم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان فاطلبوها في كل فرد منها”، وهذا يدل على أن ليلة القدر متنقلة بين هذه الليالي العشر، وأنها غير محددة بليلة معينة.

**رابعًا: علامات ليلة القدر:**

وردت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعض العلامات التي تدل على ليلة القدر، ومنها:

ـ أن الشمس تطلع في صباحها صافية لا شعاع لها.

ـ أن ليلة القدر ليلة معتدلة لا حارة ولا باردة.

ـ أن القمر فيها مشرق يبدو وكأنه نصفه.

ـ أن ليلة القدر ليلة ساكنة لا رياح فيها.

ـ أن النجوم فيها لا ترمي بشعاعها.

ـ أن المؤمن يجد في قلبه انشراحاً ونوراً خاصين في تلك الليلة.

**خامسًا: فضائل ليلة القدر:**

ليلة القدر ليلة مباركة لها فضائل كثيرة، ومنها:

ـ إن ليلة القدر أفضل من ألف شهر، قال تعالى: “ليلة القدر خير من ألف شهر”.

ـ تنزل الملائكة والروح في تلك الليلة بإذن الله تعالى، قال تعالى: “تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر”.

ـ يكتب الله في هذه الليلة جميع الأحداث التي ستكون في العام المقبل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يقدر فيها ما يكون في السنة إلى مثلها من قابل”.

ـ تغفر الذنوب لمن قامها إيماناً واحتساباً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”.

**سادسًا: كيف نتحرى ليلة القدر:**

تكون ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، والأفضل أن يجتهد المسلم في العبادة في جميع هذه الليالي لكي لا تفوته ليلة القدر، ومن الأمور التي تساعد على تحري ليلة القدر:

ـ الإكثار من العبادات في هذه الليالي، مثل الصلاة والدعاء وقراءة القرآن الكريم.

ـ الاعتكاف في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من اعتكف عشر ليال من رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”.

ـ التهجد في هذه الليالي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”.

ـ الدعاء في هذه الليالي بأن يوفقنا الله تعالى لقيامها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من دعا الله في هذه الليلة أن يهديه إلى ليلة القدر أراه الله إياها”.

**سابعًا: ليلة القدر فردية أم متعددة:**

اختلف العلماء في مسألة هل ليلة القدر فردية أم متعددة، فمنهم من قال إنها ليلة واحدة وهي في أحد الليالي العشر الأخيرة من رمضان، ومنهم من قال إنها متعددة، حيث تكون ليلة القدر في كل عام في ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك، في كل عام وقيل إنها تتكرر في كل ليلة سابعة ورابعة عشر من كل شهر عربي.، وورد في ذلك حديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال فيه: “إِنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ أَرْبَعُ لَيَالٍ: لَيْلَةُ الأَوَّلِ وَالسَّابِعِ وَالتَّاسِعِ وَالْحَادِي وَالْعِشْرِينَ”.

**خاتمة:**

ليلة القدر ليلة مباركة لها فضائل كثيرة، وقد وردت أحاديث كثيرة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم تحث على تحريها وإقامتها، ومن الأمور التي تساعد على تحري ليلة القدر الإكثار من العبادات في العشر الأواخر من رمضان، والاعتكاف في المسجد في هذه الليالي، والتهجد فيها والدعاء بأن يوفقنا الله تعالى لقيامها، وأفضل ما يدعو به المسلم الله عز وجل في ليلة القدر أن يغفر له ذنوبه ويصلح أحواله ويوفقه لما يحبه ويرضاه.

أضف تعليق