هل مصافحة النساء تبطل الصيام؟
المقدمة:
الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة عظيمة يتقرب بها العبد إلى ربه، ويحصل بها على الأجر والثواب العظيم. والصيام هو الإمساك عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. وقد اختلف العلماء حول مسألة مصافحة النساء أثناء الصيام، فذهب بعضهم إلى أنها لا تبطل الصيام، بينما ذهب آخرون إلى أنها تبطله.
المصافحة أنواع:
مصافحة شرعية: وهي مصافحة الرجل للرجل، أو الرجل للمرأة المحرمة عليه كأمّه وأخته وبنته، أو المرأة للمرأة. وتكون المصافحة الشرعية خفيفة وبلا شهوة.
مصافحة غير شرعية: وهي مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية عنه، أو المرأة للرجل الأجنبي عنها.
حكم مصافحة النساء أثناء الصيام:
ذهب جمهور العلماء إلى أن مصافحة النساء أثناء الصيام لا تبطل الصيام، وذلك لأن المصافحة من قبيل المعاملات العادية التي لا تؤثر على صحة الصيام.
وذهب بعض العلماء إلى أن مصافحة النساء أثناء الصيام تبطل الصيام، وذلك لأنها قد تؤدي إلى الفتنة والشهوة.
وأرجح القولين هو القول الأول، وهو أن مصافحة النساء أثناء الصيام لا تبطل الصيام، وذلك لأن المصافحة من قبيل المعاملات العادية التي لا تؤثر على صحة الصيام.
شروط عدم بطلان الصيام بمصافحة النساء:
أن تكون المصافحة خفيفة وبلا شهوة.
ألا ينظر الرجل إلى المرأة الأجنبية عنه أثناء المصافحة.
ألا يمس الرجل المرأة الأجنبية عنه أثناء المصافحة.
حكم مصافحة النساء أثناء الصيام في المذاهب الأربعة:
ذهب المذهب الحنفي إلى أن مصافحة النساء أثناء الصيام لا تبطل الصيام، سواء كانت المصافحة خفيفة أو شديدة، وبغض النظر عما إذا كان الرجل ينظر إلى المرأة الأجنبية عنه أثناء المصافحة أم لا.
ذهب المذهب المالكي إلى أن مصافحة النساء أثناء الصيام لا تبطل الصيام، بشرط أن تكون المصافحة خفيفة وبلا شهوة.
ذهب المذهب الشافعي إلى أن مصافحة النساء أثناء الصيام تبطل الصيام، سواء كانت المصافحة خفيفة أو شديدة، وبغض النظر عما إذا كان الرجل ينظر إلى المرأة الأجنبية عنه أثناء المصافحة أم لا.
ذهب المذهب الحنبلي إلى أن مصافحة النساء أثناء الصيام تبطل الصيام، بشرط أن تكون المصافحة شديدة وبشهوة.
الأدلة من السنة على عدم بطلان الصيام بمصافحة النساء:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلني وهو صائم، ويباشرني وهو صائم” (رواه البخاري).
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بعض نسائه وهو صائم” (رواه الترمذي).
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “ليس في القبلة للصائم بأس” (رواه البيهقي).
الأدلة من القياس على عدم بطلان الصيام بمصافحة النساء:
القياس على الأكل والشرب، فكما أن الأكل والشرب لا يبطلان الصيام إلا إذا دخلا الجوف، كذلك مصافحة النساء لا تبطل الصيام إلا إذا أدت إلى الشهوة.
القياس على النوم، فكما أن النوم لا يبطل الصيام، كذلك مصافحة النساء لا تبطله.
الخلاصة:
مصافحة النساء أثناء الصيام لا تبطل الصيام، بشرط أن تكون المصافحة خفيفة وبلا شهوة. وقد اختلف العلماء في حكم مصافحة النساء أثناء الصيام، فذهب بعضهم إلى أنها لا تبطل الصيام، بينما ذهب آخرون إلى أنها تبطله. وأرجح القولين هو القول الأول، وهو أن مصافحة النساء أثناء الصيام لا تبطل الصيام، وذلك لأن المصافحة من قبيل المعاملات العادية التي لا تؤثر على صحة الصيام.