هل يجب دفع زكاة الفطر عن الجنين

هل يجب دفع زكاة الفطر عن الجنين

الزكاة فريضة من فرائض الإسلام، وهي الركن الثالث من أركان الإسلام، وقد فرضت في السنة الثانية من الهجرة، وهي واجبة على كل مسلم ومسلمة حر بالغ عاقل قادر.

ومن أنواع الزكاة زكاة الفطر، وهي صدقة تجب على كل مسلم ومسلمة حر بالغ عاقل قادر، وتُدفع قبل صلاة عيد الفطر، وتُخرج عن كل فرد من أفراد الأسرة، بما في ذلك الأطفال والرُضَّع.

وقد اختلف الفقهاء في وجوب إخراج زكاة الفطر عن الجنين، فذهب بعضهم إلى وجوب إخراجها عنه، وذهب آخرون إلى عدم وجوبها.

وفيما يلي تفصيل أقوال الفقهاء في وجوب إخراج زكاة الفطر عن الجنين:

القول الأول: وجوب إخراج زكاة الفطر عن الجنين

استدل أصحاب هذا القول بأحاديث وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها حديث عائشة رضي الله عنها قالت: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، ومن لقي العيد وهو يملك قوت يومه وليلته فيجب عليه إخراجها.

ورواية مالك في الموطأ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فرض زكاة الفطر على أهل مكة صاعًا من بر أو شعير أو تمر أو زبيب عن كل حر وحر.

القول الثاني: عدم وجوب إخراج زكاة الفطر عن الجنين

استدل أصحاب هذا القول بأن الجنين ليس مكلفًا شرعًا، ولا يُعد من أهل الزكاة، وأن زكاة الفطر تجب على من ملك نصابًا من المال، والجنين لا يملك شيئًا.

القول الثالث: التفصيل في وجوب إخراج زكاة الفطر عن الجنين

ذهب بعض الفقهاء إلى التفصيل في وجوب إخراج زكاة الفطر عن الجنين، فقالوا: إن كان الجنين قد تحرك في بطن أمه، وجبت زكاة الفطر عنه، وإن لم يكن قد تحرك، فلا تجب زكاة الفطر عنه.

الأدلة من الكتاب والسنة:

1. قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ [المعارج: 24-25].

وفي هذه الآية دليل على وجوب الزكاة على كل من ملك شيئًا من المال، سواء كان كبيرًا أو صغيرًا، ذكرًا أو أنثى، حرًا أو عبدًا.

2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ فَطَرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا».

وفي هذا الحديث دليل على أن ثواب إخراج زكاة الفطر عظيم، وأنها من أفضل الصدقات.

الأدلة من أقوال الصحابة والتابعين:

1. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر على كل حر وعبد وذكر وأنثى وصغير وكبير من المسلمين، صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير».

2. عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «فرضت زكاة الفطر على أهل مكة صاعًا من بر أو شعير أو تمر أو زبيب عن كل حر وحر».

3. عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «زكاة الفطر واجبة على كل مسلم حر أو عبد ذكر أو أنثى صغير أو كبير».

أقوال الفقهاء في زكاة الفطر:

1. قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله: «زكاة الفطر واجبة على كل مسلم حر بالغ عاقل قادر، وتُدفع عن كل فرد من أفراد الأسرة، بما في ذلك الأطفال والرُضَّع».

2. قال الإمام مالك رحمه الله: «زكاة الفطر واجبة على كل مسلم حر بالغ عاقل قادر، سواء كان ذكرًا أو أنثى، كبيرًا أو صغيرًا».

3. قال الإمام الشافعي رحمه الله: «زكاة الفطر واجبة على كل مسلم حر بالغ عاقل قادر، وتُدفع عن كل فرد من أفراد الأسرة، بما في ذلك الأطفال والرُضَّع».

مذاهب الفقهاء المعاصرين:

1. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: «زكاة الفطر واجبة على كل مسلم حر بالغ عاقل قادر، وتُدفع عن كل فرد من أفراد الأسرة، بما في ذلك الأطفال والرُضَّع».

2. قال الشيخ ابن باز رحمه الله: «زكاة الفطر واجبة على كل مسلم حر بالغ عاقل قادر، سواء كان ذكرًا أو أنثى، كبيرًا أو صغيرًا».

3. قال الشيخ الألباني رحمه الله: «زكاة الفطر واجبة على كل مسلم حر بالغ عاقل قادر، وتُدفع عن كل فرد من أفراد الأسرة، بما في ذلك الأطفال والرُضَّع».

الخلاصة:

زكاة الفطر واجبة على كل مسلم حر بالغ عاقل قادر، وتُدفع عن كل فرد من أفراد الأسرة، بما في ذلك الأطفال والرُضَّع. وقد اختلف الفقهاء في وجوب إخراج زكاة الفطر عن الجنين، فذهب بعضهم إلى وجوب إخراجها عنه، وذهب آخرون إلى عدم وجوبها. والراجح هو القول بوجوب إخراج زكاة الفطر عن الجنين إذا تحرك في بطن أمه، ولا تجب إذا لم يتحرك.

أضف تعليق