هل يجوز إخراج زكاة الفطر عن شخص آخر

هل يجوز إخراج زكاة الفطر عن شخص آخر

هل يجوز إخراج زكاة الفطر عن شخص آخر؟

مقدمة:

زكاة الفطر هي صدقة على الفقراء والمساكين في عيد الفطر المبارك، وهي من فرائض الإسلام، ويجب إخراجها فجر يوم العيد قبل صلاة العيد. وهي مقدار محدد من الطعام أو المال يخرجه المسلم عن نفسه وعن كل من تجب عليه نفقته. واختلف الفقهاء في جواز إخراج زكاة الفطر عن شخص آخر، فمنهم من أجاز ذلك، ومنهم من منعه.

الأقوال في جواز إخراج زكاة الفطر عن شخص آخر:

1. القول الأول: وهو القول الراجح عند المالكية والشافعية والحنابلة، أنه يجوز إخراج زكاة الفطر عن شخص آخر، سواء كان حاضراً أو غائباً، صغيراً أو كبيراً، عاقلاً أو مجنوناً، مسلماً أو ذمياً. ومستند هذا القول هو أن زكاة الفطر صدقة، والصدقة يجوز التصدق بها على غير المتصدق، فيجوز إخراجها عن شخص آخر.

2. القول الثاني: وهو القول الذي اختاره الحنفية، أنه لا يجوز إخراج زكاة الفطر عن شخص آخر، إلا إذا كان هذا الشخص عاجزاً عن إخراجها بنفسه، مثل الصغير والمجنون. ومستند هذا القول هو أن إخراج زكاة الفطر واجب على كل مسلم، ولا يجوز الإتيان بالواجب عن الغير إلا في حالات الاستثناء، مثل العجز عن أداء الواجب.

شروط إخراج زكاة الفطر عن شخص آخر:

1. الأهلية لإخراج الزكاة: يجب أن يكون الشخص الذي يخرج زكاة الفطر عن شخص آخر أهلاً لإخراج الزكاة، أي أن يكون مسلماً بالغاً عاقلاً حراً.

2. النية: يجب أن يكون المُخرج ناوياً بإخراج صدقة زكاة الفطر من مال من أوجبت عليه الزكاة.

3. أن لا يكون ممن تلزمه نفقته: لا يجوز إخراج زكاة الفطر عن شخص تلزم نفقته على المُخرج، مثل الزوجة والأولاد والوالدين.

أحكام إخراج زكاة الفطر عن شخص آخر:

1. وقت إخراج زكاة الفطر: يبدأ وقت إخراج زكاة الفطر من غروب الشمس ليلة عيد الفطر وينتهي عند غروب الشمس ثاني يوم العيد. ويجوز تعجيل إخراج الزكاة قبل العيد بيوم أو يومين، لكن لا يجوز تأخيرها بعد غروب الشمس ثاني يوم العيد.

2. مقدار زكاة الفطر: مقدار زكاة الفطر هو صاع من الطعام، والصاع يساوي أربعة أمداد، والمد يساوي حفنة اليدين المتوسطتين. ويجوز إخراج زكاة الفطر نقداً بقيمة الطعام، ويحدد مقدار النقد الذي يخرج بالرجوع إلى سعر الطعام في السوق.

3. من يجوز إخراج زكاة الفطر عنهم: يجوز إخراج زكاة الفطر عن الأشخاص الآتية أسماؤهم:

– الأطفال الذين لم يبلغوا سن التكليف.

– المجانين الذين لا يميزون بين الأشياء.

– الغائب الذي لا يعلم مكانه.

– الشخص الذي لا يملك مالاً كافياً لإخراج الزكاة.

مفهوم الزكاة في الإسلام:

الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي الركن الثالث بعد الشهادتين والصلاة. والزكاة هي صدقة مالية تجب على كل مسلم ومسلمة بالغ عاقل سليم، قدر عليه الحول، وبلغت قيمة ماله أو أمواله النصاب الشرعي.

أنواع الزكاة:

1. زكاة المال: وهي الزكاة التي تجب على كل مسلم ومسلمة بالغ عاقل سليم، قدر عليه الحول، وبلغت قيمة ماله أو أمواله النصاب الشرعي.

2. زكاة الفطر: وهي الزكاة التي تجب على كل مسلم ومسلمة بالغ عاقل سليم، وهي واجبة على كل مسلم ومسلمة، ولا يشترط فيها بلوغ النصاب.

3. زكاة التجارة: وهي الزكاة التي تجب على كل مسلم ومسلمة بالغ عاقل سليم، يتاجر في السلع أو العملات أو البضائع.

فضل إخراج الزكاة:

1. الزكاة سبب في زيادة الرزق والبركة: يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ” (سبأ: 39).

2. الزكاة سبب في تكفير الخطايا: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدون، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها” (رواه مسلم).

3. الزكاة سبب في دخول الجنة: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من أنفق زوجين في سبيل الله دعاه خازن الجنة، فقال: يا عبد الله، هذا خير، فما يمنعك من الجنة؟” (رواه البخاري).

خاتمة:

إن الزكاة عبادة عظيمة لها فضل كبير في زيادة الرزق والبركة وتكفير الخطايا. وهي عبادة تؤدي إلى دخول الجنة. ولذلك، يجب على كل مسلم ومسلمة أن يحرص على إخراج الزكاة في وقتها وبقدرها.

أضف تعليق