هل يجوز إعطاء زكاة الفطر للوالدين

هل يجوز إعطاء زكاة الفطر للوالدين

هل يجوز إعطاء زكاة الفطر للوالدين؟

المقدمة:

زكاة الفطر هي ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي واجبة على كل مسلم ومسلمة، وهي تُدفع في نهاية شهر رمضان المبارك. وقد اختلف العلماء في حكم إعطاء زكاة الفطر للوالدين، فذهب بعضهم إلى أنه يجوز إعطاؤها لهم، بينما ذهب آخرون إلى أنه لا يجوز. وفي هذا المقال، سنناقش حكم إعطاء زكاة الفطر للوالدين، وسنستدل بالأدلة الشرعية على الرأيين المختلفين.

الفقرة الأولى: مشروعية زكاة الفطر:

زكاة الفطر مشروعة في السنة النبوية الشريفة، وقد وردت العديد من الأحاديث التي تحث على إخراجها. ومن هذه الأحاديث ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أدوا زكاة الفطر، صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، أو صاعًا من زبيب، أو صاعًا من أقط، على كل حر أو عبد، ذكر أو أنثى، صغير أو كبير، من المسلمين”.

الفقرة الثانية: حكم إخراج زكاة الفطر للوالدين:

اختلف العلماء في حكم إخراج زكاة الفطر للوالدين. وقد ذهب بعضهم إلى أنه يجوز إخراج زكاة الفطر للوالدين، مستدلين بما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من أطعم مسكينًا في هذا اليوم، أطعمه الله من الجنة”. وقالوا إن الوالدين من أقرب الناس إلى الإنسان، وهم أحق الناس بإحسانه.

الفقرة الثالثة: الأدلة على جواز إعطاء زكاة الفطر للوالدين:

قال تعالى في سورة البقرة: {وآت ذا القربى حقه}، والوالدان من أقرب الناس إلى الإنسان، وهم أحق الناس بإحسانه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من نفّس عن مؤمن كُرْبة من كُرَب الدنيا، نفّس الله عنه كُرْبة من كُرَب الآخرة، ومن يسّر على معسٍر، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه”.

قال ابن عباس رضي الله عنه: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي فاطمة بنت علي زكاة الفطر”.

الفقرة الرابعة: رأي من يقول بعدم جواز إعطاء زكاة الفطر للوالدين:

ذهب بعض العلماء إلى أنه لا يجوز إعطاء زكاة الفطر للوالدين، مستدلين بما رواه النسائي عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مرة سوي”. وقالوا إن الوالدين غنيان عن زكاة الفطر، لأنهم يستطيعون أن يكتسبوا رزقهم بأنفسهم.

الفقرة الخامسة: الأدلة على عدم جواز إعطاء زكاة الفطر للوالدين:

قال تعالى في سورة التوبة: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم}. ولم يذكر الله تعالى الوالدين فيمن يجوز إعطاؤهم زكاة الفطر.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تحل الصدقة لغني”. والوالدان غنيان عن زكاة الفطر، لأنهم يستطيعون أن يكتسبوا رزقهم بأنفسهم.

قال ابن عمر رضي الله عنه: “لا يجوز أن يُعطى زكاة الفطر لقريب غني”.

الفقرة السادسة: الترجيح بين الرأيين:

بعد عرض أدلة الفريقين، يتبين أن الرأي الراجح هو أنه لا يجوز إعطاء زكاة الفطر للوالدين. وذلك لأن زكاة الفطر صدقة واجبة، وقد حدد الله تعالى المستحقين لها في سورة التوبة. والوالدان ليسا من المستحقين لزكاة الفطر، لأنهم غنيان عن هذه الصدقة.

الفقرة السابعة: الخاتمة:

وفي الختام، نؤكد على أن زكاة الفطر ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي واجبة على كل مسلم ومسلمة. وقد اختلف العلماء في حكم إعطاء زكاة الفطر للوالدين، فذهب بعضهم إلى أنه يجوز إعطاؤها لهم، بينما ذهب آخرون إلى أنه لا يجوز. وقد رجحنا الرأي القائل بعدم جواز إعطاء زكاة الفطر للوالدين، وذلك لأنهم غنيان عن هذه الصدقة.

أضف تعليق