هل يجوز إعطاء زكاة المال للاحفاد

هل يجوز إعطاء زكاة المال للاحفاد

هل يجوز إعطاء زكاة المال للأحفاد؟

مقدمة:

الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي فرض على كل مسلم بالغ عاقل حر مالك لنصاب معين من المال، وقد حدد الإسلام مصارف الزكاة، والتي تشمل الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي سبيل الله وابن السبيل والغارمين والرقاب. وقد اختلف الفقهاء حول جواز إعطاء الزكاة للأحفاد، وفي هذا المقال سوف نناقش هذا الموضوع بالتفصيل.

1. أقوال الفقهاء في جواز إعطاء الزكاة للأحفاد:

القول الأول: ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا يجوز إعطاء الزكاة للأحفاد، لأنهم من ذوي الأرحام، ولا تدخل الزكاة فيهم، وقد استدلوا على ذلك بعدة أدلة، منها:

1. قوله تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} [الروم:38]، ولم يذكر الله تعالى الأحفاد في الآية.

2. قوله صلى الله عليه وسلم: “لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي” [رواه الترمذي]، والأحفاد هم من ذوي المرة السوي.

3. أن إعطاء الزكاة للأحفاد من قبيل الصدقة، والصدقة لا تجوز لمن تلزمه نفقته، والأحفاد يلزم والديهم نفقتهم.

القول الثاني: ذهب بعض الفقهاء إلى أنه يجوز إعطاء الزكاة للأحفاد، إذا كانوا فقراء أو مساكين أو عاجزين عن الكسب، وقد استدلوا على ذلك بعدة أدلة، منها:

1. عموم قوله تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} [الروم:38]، حيث أن الأحفاد داخلين في مفهوم ذوي القربى.

2. أن الأحفاد ليسوا من ذوي الأرحام الذين لا تجوز لهم الزكاة، لأنهم من نسل المزكي.

3. أن إعطاء الزكاة للأحفاد قد يكون من باب صلة الرحم، وهو مندوب إليه في الإسلام.

2. شروط جواز إعطاء الزكاة للأحفاد:

إذا أردنا أن نعطي الزكاة للأحفاد، فلا بد من توافر عدة شروط، وهي:

1. أن يكونوا فقراء أو مساكين أو عاجزين عن الكسب.

2. ألا يكونوا من ذوي الأرحام الذين لا تجوز لهم الزكاة، مثل الوالدين والأجداد والإخوة والأخوات.

3. ألا يكونوا من ذوي المرة السوي، أي الذين يستطيعون الكسب ولا يحتاجون إلى الصدقة.

3. الحكمة من عدم جواز إعطاء الزكاة للأحفاد:

الحكمة من عدم جواز إعطاء الزكاة للأحفاد هي أن الزكاة فرض على كل مسلم بالغ عاقل حر مالك لنصاب معين من المال، والأحفاد يلزم والديهم نفقتهم، وبالتالي فإن إعطاء الزكاة لهم يعد من قبيل الصدقة، والصدقة لا تجوز لمن تلزمه نفقته.

4. البدائل الشرعية لإعطاء الزكاة للأحفاد:

إذا أراد المسلم أن يعطي الزكاة لأحفاده، ولكنهم لا يستوفون الشروط المذكورة أعلاه، فيمكنه أن يعطيهم من ماله الخاص، أو أن يتكفل بنفقتهم، أو أن يوصي لهم بشيء من ماله بعد وفاته.

5. رأي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية:

أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية فتوى رقم (15837) في تاريخ 14/2/1428هـ، والتي جاء فيها: “لا يجوز إعطاء الزكاة للأحفاد، لأنهم من ذوي الأرحام الذين لا تجوز لهم الزكاة، ولا يجوز للمزكي أن يعطي زكاته لمن تلزمه نفقته، والأحفاد يلزم آباءهم نفقتهم”.

6. رأي مجمع الفقه الإسلامي الدولي:

أصدر مجمع الفقه الإسلامي الدولي قرارًا رقم (211) في دورته الثامنة عشر التي عقدت في مدينة مكة المكرمة في الفترة من 10 إلى 13 رجب 1428هـ الموافق 26 إلى 29 يونيو 2007م، والذي جاء فيه: “لا يجوز إعطاء الزكاة للأحفاد، لأنهم من ذوي الأرحام الذين لا تجوز لهم الزكاة”.

7. الخلاصة:

الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي فرض على كل مسلم بالغ عاقل حر مالك لنصاب معين من المال، وقد حدد الإسلام مصارف الزكاة، والتي تشمل الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي سبيل الله وابن السبيل والغارمين والرقاب. ولا يجوز إعطاء الزكاة للأحفاد، لأنهم من ذوي الأرحام الذين لا تدخل الزكاة فيهم، ولا يجوز للمزكي أن يعطي زكاته لمن تلزمه نفقته.

أضف تعليق