هل يجوز الابتداء بالنكرة

هل يجوز الابتداء بالنكرة

مقدمة

الابتداء بالنكرة من الأساليب البلاغية التي تستخدم لإضافة التشويق والإثارة إلى الكلام، ولكنه أثار الكثير من الجدل بين النحاة، فالبعض منهم أجازه والبعض الآخر منعه، وفي هذا المقال سوف نناقش حكم الابتداء بالنكرة وأقوال النحاة فيه، وسنذكر بعض الأمثلة على الابتداء بالنكرة.

أقوال النحاة في الابتداء بالنكرة

اختلف النحاة في حكم الابتداء بالنكرة على ثلاثة أقوال:

1. الجواز: وهو رأي جمهور النحاة، ويرون أن الابتداء بالنكرة جائز مطلقًا، سواء أكانت النكرة معرفة أم غير معرفة، وسواء أكان الابتداء بها مقصودًا أم غير مقصود.

– من شواهد جواز الابتداء بالنكرة قول الله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمٰنُ وَلَدًا} [مريم: 88]، وقول الشاعر: {رَأَيْتُ وَاسِطًا مِنْ أَوْسَاطِ هَاجِرَةٍ} [المتنبي].

2. المنع: وهو رأي قليل من النحاة، ويرون أن الابتداء بالنكرة غير جائز مطلقًا، سواء أكانت النكرة معرفة أم غير معرفة، وسواء أكان الابتداء بها مقصودًا أم غير مقصود.

– من شواهد منع الابتداء بالنكرة قول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} [الحديد: 4]، وقول الشاعر: {أَلاَ لِعِبَادِ اللهِ فِي أَوْجُهِ النَّاسِ} [المتنبي].

3. التفصيل: وهو رأي بعض النحاة، ويرون أن الابتداء بالنكرة جائز بشرط أن تكون النكرة معرفة، سواء أكان الابتداء بها مقصودًا أم غير مقصود.

– من شواهد جواز الابتداء بالنكرة المعرفة قول الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 1]، وقول الشاعر: {مَنْ يَكُ ذا فِعْلٍ حَسَنٍ يُحْمَدْ} [المتنبي].

شروط الابتداء بالنكرة

يشترط لجواز الابتداء بالنكرة ما يلي:

1. أن تكون النكرة معرفة، سواء كانت معرفة بأل أو بإضافة أو بغير ذلك.

2. أن يكون الابتداء بها مقصودًا، وليس سهوًا أو خطأ.

3. ألا يكون الكلام من نوع الخبر، بل يكون من نوع الإنشاء.

أنواع الابتداء بالنكرة

ينقسم الابتداء بالنكرة إلى نوعين:

1. الابتداء بالنكرة المقصودة: وهو أن يكون المتكلم قاصدًا إلى إبراز النكرة وتفخيمها، وهذا النوع من الابتداء بالنكرة جائز مطلقًا.

– من أمثلة الابتداء بالنكرة المقصودة قول الله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات: 47]، وقول الشاعر: {عَلَى قَدَرِ أَهْلِ العَزْمِ تَأْتِي الْعَزَائِمُ} [المتنبي].

2. الابتداء بالنكرة غير المقصودة: وهو أن يكون المتكلم غير قاصد إلى إبراز النكرة وتفخيمها، وهذا النوع من الابتداء بالنكرة جائز بشرط أن تكون النكرة معرفة.

– من أمثلة الابتداء بالنكرة غير المقصودة قول الله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف: 34]، وقول الشاعر: {كُلُّ مَنْ سَارَ فِيْ ظُلْمَةٍ لَيْلٍ} [المتنبي].

مواضع الابتداء بالنكرة

يجوز الابتداء بالنكرة في المواضع التالية:

1. عند النداء: مثل قولك: {يا رجل!}، {يا امرأة!}.

2. عند التعجب: مثل قولك: {ما أجمل السماء!}.

3. عند الاستفهام: مثل قولك: {من جاء إليك؟}.

4. عند النفي: مثل قولك: {ما جاء أحد}.

5. عند الأمر: مثل قولك: {تعال إليّ}.

6. عند الدعاء: مثل قولك: {اللهم ارحمنا}.

7. عند المدح والذم: مثل قولك: {نعم الرجل زيد!}.

الخاتمة

الابتداء بالنكرة من الأساليب البلاغية التي تستخدم لإضافة التشويق والإثارة إلى الكلام، وقد أجازه جمهور النحاة، ومنعه قليل منهم، وبعضهم أجازه بشرط أن تكون النكرة معرفة. ويشترط لجواز الابتداء بالنكرة أن تكون النكرة معرفة، وأن يكون الابتداء بها مقصودًا، وألا يكون الكلام من نوع الخبر، بل يكون من نوع الإنشاء. وينقسم الابتداء بالنكرة إلى نوعين: الابتداء بالنكرة المقصودة، والابتداء بالنكرة غير المقصودة. ويجوز الابتداء بالنكرة في مواضع عديدة، منها: النداء، والتعجب، والاستفهام، والنفي، والأمر، والدعاء، والمدح والذم.

أضف تعليق