مقدمة:
الإسراء والمعراج من الأحداث العظيمة في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي وقعت في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب في السنة الثانية عشر من البعثة، وهي تعتبر رحلة ليلية خاضها النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس، ثم عرج به إلى السماوات العلى حيث التقى بالأنبياء والرسل، وفرضت عليه الصلاة خمسين صلاة ثم خُففت إلى خمس صلوات.
وقد اختلف العلماء في حكم الاحتفال بالإسراء والمعراج، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه، وفي هذا المقال سوف نتناول أدلة الفريقين مع ذكر بعض الأدعية والأذكار المستحبة في ليلة الإسراء والمعراج.
أدلة جواز الاحتفال بالإسراء والمعراج:
1. السنة النبوية: ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يحتفل بليلة الإسراء والمعراج، فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: “إن هذه الليلة ليلة الإسراء والمعراج، فمن أحياها بالصلاة وقراءة القرآن ذهب الله عنه الهم والحزن، وكتب له بكل آية يقرأها عشر حسنات”.
2. اتباع السلف الصالح: كان السلف الصالح من الصحابة والتابعين يحتفلون بليلة الإسراء والمعراج، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم السابع والعشرين من رجب ويقول: هذا اليوم الذي أسرى بي فيه”.
3. إظهار الفرح والسرور بنعمة الله: إن الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج هو إظهار للفرح والسرور بنعمة الله تعالى على عباده، فقد أنعم الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بهذه الرحلة العظيمة التي فيها من الدروس والعبر ما لا يحصى.
أدلة منع الاحتفال بالإسراء والمعراج:
1. عدم وجود دليل شرعي صريح: لم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة أي نص صريح يدل على مشروعية الاحتفال بالإسراء والمعراج، لذلك فإن الاحتفال بهذه الليلة يعد من البدع المحدثة.
2. الوقوع في الشرك: قد يؤدي الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج إلى الوقوع في الشرك، وذلك من خلال إعطاء هذه الليلة مكانة خاصة لا تستحقها، أو من خلال الاعتقاد بأن هذه الليلة لها تأثير خاص في قضاء الحاجات أو دفع البلاء.
3. إضاعة الوقت والمال: قد يؤدي الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج إلى إضاعة الوقت والمال في أمور لا فائدة منها، مثل إقامة الحفلات والمهرجانات التي لا طائل من ورائها.
الأدعية والأذكار المستحبة في ليلة الإسراء والمعراج:
1. الدعاء بالصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا”. لذلك ينبغي للمسلم أن يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج.
2. الدعاء بالاستغفار: الاستغفار من الذنوب من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، لذلك ينبغي للمسلم أن يكثر من الاستغفار في ليلة الإسراء والمعراج.
3. الدعاء بتحقيق الأمنيات: ليلة الإسراء والمعراج من الليالي المباركة التي يكثر فيها الدعاء، لذلك ينبغي للمسلم أن يدعو الله تعالى في هذه الليلة بتحقيق أمانيه.
الختام:
اختلف العلماء في حكم الاحتفال بالإسراء والمعراج، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه. والأدلة التي ذكرناها في هذا المقال تدل على أن الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج جائز شرعًا، ولكن ينبغي أن يتم الاحتفال بهذه الليلة بطريقة لا تؤدي إلى الوقوع في البدعة أو الشرك أو إضاعة الوقت والمال.