هل يجوز الاحتفال برأس السنة الهجرية

هل يجوز الاحتفال برأس السنة الهجرية

الاحتفال برأس السنة الهجرية

مقدمة:

رأس السنة الهجرية هو بداية العام الجديد في التقويم الهجري، وهو اليوم الأول من شهر محرم. يعتمد التقويم الهجري على دورة القمر، لذلك فإن رأس السنة الهجرية يتغير كل عام بالنسبة إلى التقويم الميلادي. يحتفل المسلمون برأس السنة الهجرية بإقامة الشعائر الدينية، وتبادل التهاني، وإقامة الولائم، وزيارة الأقارب والأصدقاء.

حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية:

اختلف الفقهاء في حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية، فذهب بعضهم إلى أنه جائز، وذهب آخرون إلى أنه مكروه، وذهب فريق ثالث إلى أنه محرم.

أدلة جواز الاحتفال برأس السنة الهجرية:

استدل القائلون بجواز الاحتفال برأس السنة الهجرية بما يلي:

– أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتفل برأس السنة الهجرية، فقد ورد في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: “هذا يوم رأس السنة، وهو يوم هجرة إبراهيم عليه السلام من أرض الكفر إلى أرض الإيمان”.

– أن الاحتفال برأس السنة الهجرية فيه إحياء للسنة النبوية، وتعظيم لشعائر الإسلام.

– أن الاحتفال برأس السنة الهجرية فيه تذكير للمسلمين بتاريخهم المجيد، ودعوة لهم إلى الاستفادة من تجاربهم السابقة.

أدلة كراهة الاحتفال برأس السنة الهجرية:

استدل القائلون بكراهة الاحتفال برأس السنة الهجرية بما يلي:

– أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع للمسلمين عيدًا غير عيد الفطر وعيد الأضحى، ولم يثبت عنه أنه صلى الله عليه وسلم احتفل برأس السنة الهجرية.

– أن الاحتفال برأس السنة الهجرية فيه تشبه بالكفار، الذين يحتفلون بأعيادهم الدينية.

– أن الاحتفال برأس السنة الهجرية فيه إسراف وتبذير، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسراف والتبذير.

أدلة تحريم الاحتفال برأس السنة الهجرية:

استدل القائلون بتحريم الاحتفال برأس السنة الهجرية بما يلي:

– أن الاحتفال برأس السنة الهجرية بدعة لم يشرعها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”.

– أن الاحتفال برأس السنة الهجرية فيه تعظيم لغير الله تعالى، وقد قال الله تعالى: “ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين”.

– أن الاحتفال برأس السنة الهجرية فيه مضاهاة للكفار في أعيادهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من تشبه بقوم فهو منهم”.

الآثار السلبية للاحتفال برأس السنة الهجرية:

1. الإسراف والتبذير: ينفق المسلمون الكثير من الأموال على الاحتفال برأس السنة الهجرية، فيشترون الملابس الجديدة، والحلويات، والهدايا، ويقيمون الولائم الكبيرة. وهذا الإسراف والتبذير لا يرضى الله تعالى، وقد قال صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا يحب المسرفين”.

2. الانشغال عن العبادة: ينشغل المسلمون بالاحتفال برأس السنة الهجرية عن العبادة، فيتركون الصلاة، والذكر، وتلاوة القرآن. وهذا الانشغال عن العبادة يؤدي إلى ضعف الإيمان، وبعد المسلم عن ربه.

3. التشبه بالكفار: يحتفل المسلمون برأس السنة الهجرية بنفس الطريقة التي يحتفل بها الكفار بأعيادهم الدينية، فيقيمون الحفلات الموسيقية، ويطلقون الألعاب النارية، ويرتدون الملابس الماجنة. وهذا التشبه بالكفار لا يجوز للمسلمين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من تشبه بقوم فهو منهم”.

الآثار الإيجابية للاحتفال برأس السنة الهجرية:

1. إحياء السنة النبوية: يحتفل المسلمون برأس السنة الهجرية إحياءً للسنة النبوية، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحتفل بهذا اليوم.

2. تعظيم شعائر الإسلام: يحتفل المسلمون برأس السنة الهجرية تعظيمًا لشعائر الإسلام، وتذكيرًا بانتقال الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة.

3. تجديد العهد مع الله تعالى: يحتفل المسلمون برأس السنة الهجرية تجديدًا للعهد مع الله تعالى، وتعاهدًا على طاعته وعبادته.

الخلاصة:

اختلف الفقهاء في حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية، فذهب بعضهم إلى أنه جائز، وذهب آخرون إلى أنه مكروه، وذهب فريق ثالث إلى أنه محرم. ورجحنا القول بكراهة الاحتفال برأس السنة الهجرية، وذلك للأدلة التي ذكرناها.

وإن كنا نرى أن الاحتفال برأس السنة الهجرية بحد ذاته ليس حراماً، لكن يجب أن يتم الاحتفال به بطريقة لا تخالف شرع الله تعالى، وأن لا ينشغل المسلمون بالاحتفال عن العبادة، وأن لا يتشبهوا بالكفار في أعيادهم الدينية.

أضف تعليق