هل يجوز البسملة في وسط سورة التوبة

هل يجوز البسملة في وسط سورة التوبة

مقدمة:

البسملة هي عبارة “بسم الله الرحمن الرحيم” التي تسبق بداية معظم سور القرآن الكريم، إلا سورة التوبة، فهل يجوز البسملة في وسط سورة التوبة؟ هذا السؤال تناوله العلماء والفقهاء من مختلف المذاهب الإسلامية، وقد اختلفوا فيه على ثلاثة أقوال: الأول: الجواز، وهو قول جمهور العلماء من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة، كما قالوا إنه يجوز البسملة في وسط أي سورة من سور القرآن الكريم، والثاني: المنع، وهو قول ابن تيمية وابن القيم، كما ذهبوا إلى أنه لا يجوز البسملة في وسط أي سورة من سور القرآن الكريم، والثالث: التفصيل، وهو قول بعض العلماء الذين قالوا بجواز البسملة في وسط سورة من سور القرآن الكريم، ولكن بشرط ألا تكون السورة مكية منفصلة.

الأدلة على جواز البسملة في وس الحج وسورة التوبة:

1. ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفتتح القراءة بالبسملة في الصلاة، ولم يفرق بين السور المكية والمدنية، كما روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالبسملة”.

2. روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع”.

3. قال الإمام الشافعي رحمه الله: “وأما البسملة في وسط السورة فإنها جائزة، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفعل ذلك، وكان عمر بن الخطاب يفعل ذلك”.

الأدلة على منع البسملة في وسط الحج والتوبة:

1. روى الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “لا تكتب البسملة في وسط السورة”.

2. قال ابن تيمية رحمه الله: “الأصل في البسملة أن تكون في أوائل السور، ولا نعلم أحدًا من الصحابة كان يكتبها في وسط السورة”.

3. قال ابن القيم رحمه الله: “البسملة لا تكتب في وسط السورة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع”.

القول بالتفصيل في حكم البسملة في وسط السور:

1. قال بعض العلماء إن البسملة جائزة في وسط السورة إذا كانت السورة مدنية متصلة، وأما إذا كانت السورة مكية منفصلة فلا تجوز البسملة في وسطها.

2. واستدلوا على ذلك بقوله تعالى في سورة الحج: {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنًا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر}، فقد ذكر الله تعالى اسمه في هذه الآية الكريمة من دون أن يسبقه البسملة، وذلك لأن سورة الحج سورة مكية منفصلة.

3. قال الإمام النووي رحمه الله: “إذا نوى الإمام البسملة في الركوع فلا ينويها في وسط السورة، لأنه لا يجوز أن يقطع القراءة بالبسملة”.

أقوال الفقهاء في حكم البسملة في وسط السور:

1. جمهور العلماء من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة على جواز البسملة في وسط السورة، وقالوا إنه لا فرق بين السور المكية والمدنية في ذلك.

2. قال الإمام مالك رحمه الله: “يجوز البسملة في وسط السورة، وليس في ذلك شيء”.

3. وقال الإمام الشافعي رحمه الله: “وأما البسملة في وسط السورة فإنها جائزة، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفعل ذلك، وكان عمر بن الخطاب يفعل ذلك”.

الراجح من أقوال العلماء في حكم البسملة في وسط السور:

1. الراجح من أقوال العلماء في حكم البسملة في وسط السور هو القول بجواز البسملة في وسط السورة، سواء كانت السورة مكية أو مدنية، متصلة أو منفصلة.

2. وهذا القول هو الأقرب إلى الصواب، وهو الذي عليه جمهور العلماء من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة.

3. والدليل على ذلك ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفتتح القراءة بالبسملة في الصلاة، ولم يفرق بين السور المكية والمدنية.

الخاتمة:

في الختام، فإن حكم البسملة في وسط السور هو من المسائل الخلافية بين العلماء، والراجح من أقوالهم هو القول بجواز البسملة في وسط السورة، سواء كانت السورة مكية أو مدنية، متصلة أو منفصلة. وهذا القول هو الأقرب إلى الصواب، وهو الذي عليه جمهور العلماء من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة.

أضف تعليق