المقدمة:
الأضحية هي أحد الشعائر الدينية التي يؤديها المسلمون في عيد الأضحى المبارك، وهي سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز التصدق بالأضحية كاملة، ولكن هناك بعض الشروط والضوابط التي يجب مراعاتها حتى يكون التصدق بالأضحية كاملاً صحيحاً.
حكم التبرع بالأضحية كاملة:
– اتفق الفقهاء على جواز التصدق بالأضحية كاملة، وقد استدلوا على ذلك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس على المحصر حرج أن ينحر هديه حيث حبسه».
– وروى الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده، ثم قال: (باسم الله، والله أكبر، هذا عن محمد وأهل بيته)».
– وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن التصدق بالأضحية كاملة أفضل من تقسيمها بين الفقراء، وذلك لأن التصدق بها كاملة يعتبر صدقة لكامل الأضحية، بينما تقسيمها بين الفقراء يعتبر صدقة بجزء منها فقط.
شروط صحة التصدق بالأضحية كاملة:
– أن تكون الأضحية صحيحة ومستوفية لشروط الأضحية، فلا يجوز التصدق بأضحية معيبة أو مريضة أو لا تصلح للأكل.
– أن ينوي المتصدق التصدق بالأضحية كاملة لله تعالى، فلا يجوز التصدق بالأضحية كاملة بقصد الرياء أو السمعة أو أي نية غير شرعية.
– أن يتم ذبح الأضحية في الوقت المحدد، وهو بعد طلوع الشمس يوم العيد إلى غروبها، فلا يجوز التصدق بالأضحية كاملة قبل ذبحها أو بعد ذبحها خارج الوقت المحدد.
– ألا يشارك المتصدق في أكل الأضحية، فلا يجوز للمتصدق أن يأكل من الأضحية التي تصدق بها كاملة، لأن هذا يعتبر نقضاً لصدقة الأضحية.
كيفية التصدق بالأضحية كاملة:
– يشتري المتصدق أضحية صحيحة ومستوفية لشروط الأضحية، ثم ينوي التصدق بها كاملة لله تعالى، ثم يذبحها في الوقت المحدد ويوزعها على الفقراء والمساكين.
– ويمكن للمتصدق أن يوكل شخصاً آخر بذبح الأضحية وتوزيعها على الفقراء والمساكين نيابة عنه، وذلك بشرط أن ينوي المتصدق التصدق بالأضحية كاملة لله تعالى، وأن يكون الشخص الآخر أميناً وموثوقاً به.
– ويمكن للمتصدق أيضاً أن يتصدق بالأضحية كاملة على جمعية خيرية أو مؤسسة إنسانية تقوم بتوزيع الأضاحي على الفقراء والمساكين، وذلك بشرط أن تكون الجمعية أو المؤسسة معتمدة وموثوقة.
فضل التصدق بالأضحية كاملة:
– التصدق بالأضحية كاملة هو أفضل من تقسيمها بين الفقراء، وذلك لأن التصدق بها كاملة يعتبر صدقة لكامل الأضحية، بينما تقسيمها بين الفقراء يعتبر صدقة بجزء منها فقط.
– التصدق بالأضحية كاملة هو من أعظم القربات إلى الله تعالى، وذلك لأنها سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في الحديث الشريف: «من ضحى فقد قرب إلى ربه قرباناً».
– التصدق بالأضحية كاملة هو سبب لدخول الجنة، وذلك لأنها من الصدقات التي تطهر المال وتزيد في الحسنات، وقد ورد في الحديث الشريف: «الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار».
أكل المتصدق من الأضحية التي تصدق بها:
– لا يجوز للمتصدق أن يأكل من الأضحية التي تصدق بها كاملة، لأن هذا يعتبر نقضاً لصدقة الأضحية.
– يجوز للمتصدق أن يأكل من الأضحية التي تصدق بها إذا كان قد اشترط ذلك عند الصدقة، أو إذا كان قد نذر أن يأكل منها.
– يجوز للمتصدق أن يأكل من الأضحية التي تصدق بها إذا كانت هناك حاجة ماسة لذلك، مثل أن يكون المتصدق فقيراً أو مسكيناً وليس لديه ما يأكله.
التصدق بالأضحية كاملة لغير المسلمين:
– لا يجوز التصدق بالأضحية كاملة لغير المسلمين، وذلك لأن الأضحية هي عبادة خاصة بالمسلمين، ولا يجوز التصدق بها على غير المسلمين.
– يمكن للمتصدق أن يتصدق على غير المسلمين بجزء من الأضحية، وذلك بشرط أن تكون الأضحية قد ذُبحت على الطريقة الإسلامية وأن تكون صحيحة ومستوفية لشروط الأضحية.
– يجوز للمتصدق أن يتبرع بمال الأضحية لجمعية خيرية أو مؤسسة إنسانية تقوم بتوزيع الأضاحي على الفقراء والمساكين من المسلمين وغير المسلمين، وذلك بشرط أن تكون الجمعية أو المؤسسة معتمدة وموثوقة.
الخاتمة:
التصدق بالأضحية كاملة هو سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز التصدق بالأضحية كاملة، ولكن هناك بعض الشروط والضوابط التي يجب مراعاتها حتى يكون التصدق بالأضحية كاملاً صحيحاً.