هل يجوز بيع جلد الاضحية والتصدق بثمنه

هل يجوز بيع جلد الاضحية والتصدق بثمنه

هل يجوز بيع جلد الأضحية والتصدق بثمنه؟

المقدمة:

الأضحية هي شعيرة من شعائر الإسلام التي تجمع بين عبادة الله وصلة الرحم وإطعام الفقراء والمحتاجين، وهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حرم بيعها أو إهداؤها. فهل يجوز بيع جلد الأضحية والتصدق بثمنه؟

أولاً: حكم بيع جلد الأضحية:

1. مذهب الجمهور:

– ذهب جمهور الفقهاء إلى تحريم بيع جلد الأضحية، سواء كان منفرداً أو مع اللحم، وذلك لأن الجلد جزء من الأضحية، والأضحية لا يجوز بيعها أو إهداؤها.

– واستدلوا على ذلك بما رواه أبو داود والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تبيعوا جلود الأضاحي ولا عظامها واشتريها واشترطها”.

2. مذهب الحنفية:

– أجاز الحنفية بيع جلد الأضحية إذا كان منفرداً، وذلك لأن الجلد ليس جزءاً من الأضحية، بل هو تابع لها، والتابع لا يتبع الأصل في الحكم.

– واستدلوا على ذلك بأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يبيعون جلود الأضاحي ويتصدقون بثمنها، ولم ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.

ثانياً: حكم التصرف في جلد الأضحية:

1. التصدّق بالجلد:

– يجوز للمسلم أن يتصدق بجلد الأضحية، وذلك من باب الإحسان إلى الفقراء والمحتاجين، والله تعالى يحب المحسنين.

– ويمكن للمسلم أن يتصدق بجلد الأضحية إلى أي فقير أو محتاج، سواء كان من أقاربه أو أصدقائه أو غيرهم.

2. الاستفادة منه:

– يجوز للمسلم أن يستفيد من جلد الأضحية، وذلك بأن يدبغه ويصنع منه حذاء أو غير ذلك من المنتجات الجلدية.

– ويمكن للمسلم أن يبيع المنتجات الجلدية التي يصنعها من جلد الأضحية، وذلك للاستفادة من ثمنها في شراء ما يحتاجه.

ثالثاً: حكم شراء جلد الأضحية:

1. شراء الجلد المنفرد:

– يجوز للمسلم أن يشتري جلد الأضحية المنفرد، وذلك من أجل الاستفادة منه أو التصرف فيه كما يشاء.

– ولا يُشترط في صحة شراء جلد الأضحية المنفرد أن يكون المشتري قد اشترى الأضحية نفسها.

2. شراء الجلد مع اللحم:

– لا يجوز للمسلم أن يشتري جلد الأضحية مع اللحم، وذلك لأن بيع الأضحية مع جلدها حرام.

– وإذا اشترى المسلم الأضحية مع جلدها، فإن عليه أن يبيع الجلد ويتصدق بثمنه أو يستفيد منه بطريقة أخرى.

رابعاً: حكم إهداء جلد الأضحية:

1. إهداء الجلد المنفرد:

– يجوز للمسلم أن يهدي جلد الأضحية المنفرد إلى أي شخص آخر، سواء كان من أقاربه أو أصدقائه أو غيرهم.

– ولا يشترط في صحة إهداء جلد الأضحية المنفرد أن يكون المهدى إليه قد اشترى الأضحية نفسها.

2. إهداء الجلد مع اللحم:

– لا يجوز للمسلم أن يهدي جلد الأضحية مع اللحم، وذلك لأن إهداء الأضحية مع جلدها حرام.

– وإذا أهدى المسلم الأضحية مع جلدها، فإن على المهدى إليه أن يبيع الجلد ويتصدق بثمنه أو يستفيد منه بطريقة أخرى.

خامساً: حكم طبخ جلد الأضحية:

1. طبخ الجلد المنفرد:

– لا يجوز للمسلم أن يطبخ جلد الأضحية المنفرد، وذلك لأن الجلد ليس جزءاً من الأضحية، بل هو تابع لها.

– وإن طبخ المسلم جلد الأضحية المنفرد، فإن عليه أن يتصدق به أو يستفيد منه بطريقة أخرى.

2. طبخ الجلد مع اللحم:

– لا يجوز للمسلم أن يطبخ جلد الأضحية مع اللحم، وذلك لأن طبخ الأضحية مع جلدها حرام.

– وإن طبخ المسلم الأضحية مع جلدها، فإن عليه أن يتصدق بالجلد أو يستفيد منه بطريقة أخرى.

سادساً: حكم إطعام جلد الأضحية للحيوانات:

1. إطعام الجلد المنفرد:

– يجوز للمسلم أن يطعم جلد الأضحية المنفرد للحيوانات، وذلك من باب الإحسان إلى الحيوانات.

– ويمكن للمسلم أن يطعم جلد الأضحية المنفرد إلى أي حيوان، سواء كان من حيواناته أو حيوانات الآخرين.

2. إطعام الجلد مع اللحم:

– لا يجوز للمسلم أن يطعم جلد الأضحية مع اللحم للحيوانات، وذلك لأن إطعام الأضحية مع جلدها حرام.

– وإن أطعم المسلم الأضحية مع جلدها للحيوانات، فإن عليه أن يتصدق بالجلد أو يستفيد منه بطريقة أخرى.

سابعاً: حكم التخلص من جلد الأضحية:

1. الدفن:

– يمكن للمسلم أن يتخلص من جلد الأضحية عن طريق دفنه في الأرض، وذلك من أجل التخلص منه بطريقة صحية.

– ويجب على المسلم أن يدفن جلد الأضحية في مكان بعيد عن مصادر المياه، وذلك حتى لا يتسبب في تلوث المياه.

2. الحرق:

– يمكن للمسلم أن يتخلص من جلد الأضحية عن طريق حرقه، وذلك من أجل التخلص منه بطريقة سريعة وفعالة.

– ويجب على المسلم أن يحرق جلد الأضحية في مكان بعيد عن المناطق السكنية، وذلك حتى لا يتسبب في إزعاج الآخرين.

الخاتمة:

اتضح لنا أن بيع جلد الأضحية حرام، ولا يجوز التصدق به أو الاستفادة منه إلا إذا كان الجلد منفرداً. أما إذا كان الجلد مع اللحم، فلا يجوز بيعه أو التصدق به أو الاستفادة منه، بل يجب دفنه أو حرقه.

أضف تعليق