المقدمة:
رمضان شهر العبادة والتقرب إلى الله عز وجل، وفيه يتزايد حرص المسلمين على أداء العبادات والطاعات، ومن بينها الصيام والصلاة والذكر وقراءة القرآن الكريم، وقد يراود البعض تساؤل حول جواز التعطر في رمضان، فهل هو جائز أم لا؟ وما هي الضوابط التي يجب مراعاتها عند التعطر في رمضان؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.
جواز التعطر في رمضان:
يجوز التعطر في رمضان للرجال والنساء على حد سواء، وقد وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تدل على ذلك، ومنها: حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يتطيب بالخلوق، وهو أجود الطيب” [سنن الترمذي]. وحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم “كان يدهن بدهن البان” [سنن أبي داود].
ضوابط التعطر في رمضان:
رغم جواز التعطر في رمضان، إلا أنه يجب مراعاة بعض الضوابط عند ذلك، ومنها:
1. عدم الإسراف في التعطر: ينبغي ألا يبالغ المسلم في التعطر، حتى لا يثير الفتنة بين الناس، وحتى لا يسبب إزعاجًا للمحيطين به.
2. أن يكون التعطر بأطياب حلال: يجب أن يكون التعطر بأطياب حلال، كالعود والمسك والعنبر والورد، ويحرم التعطر بالطيب النجس، أو الذي يحتوي على مواد محرمة، مثل الكحول.
3. عدم التعطر قبل الصلاة: ينبغي للمسلم أن يتجنب التعطر قبل الصلاة، حتى لا تفسد رائحة الطيب رائحة العرق، وبالتالي لا يصح الوضوء والصلاة.
4. مراعاة خصوصية المكان والزمان: يجب مراعاة خصوصية المكان والزمان عند التعطر، فالتعطر في المسجد أو في الأماكن العامة قد يكون غير مناسب، وقد يسبب إزعاجًا للمحيطين.
5. عدم التعطر في حالة الاعتكاف: يحرم التعطر في حالة الاعتكاف في المسجد، لأن الاعتكاف عبادة تتطلب الخشوع والتفرغ للعبادة، والتعطر قد يشغل الاعتكاف عن ذلك.
6. عدم التعطر للمرأة غير المتزوجة: يجب على المرأة غير المتزوجة ألا تتعطر إلا برائحة خفيفة لا تثير الفتنة، ولا تجذب الأنظار إليها.
7. مراعاة حال الصائم: يجب على الصائم أن يتجنب التعطر بالطيب القوي أو النفاذ، حتى لا يفسد رائحة الصائم، ويسبب له الإغماء أو الدوار.
الخاتمة:
التعطر في رمضان جائز للرجال والنساء على حد سواء، ولكن بشرط مراعاة الضوابط التي ذكرناها في هذا المقال، وأن يكون التعطر برائحة خفيفة لا تثير الفتنة ولا تسبب إزعاجًا للمحيطين.