حكم التعطر للنساء

حكم التعطر للنساء

المقدمة:

التعطر من الأمور التي تُعنى بها النساء، لما له من دور في زيادة الجمال والجاذبية، وقد اختلف الفقهاء في حكم التعطر بالنسبة للنساء، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه، وفي هذا المقال سنتناول حكم التعطر للنساء بالتفصيل.

أولاً: أقسام التعطر:

ينقسم التعطر إلى قسمين:

التعطر للزوج: وهذا التعطر جائز ومستحب، لما فيه من زيادة المحبة والمودة بين الزوجين.

التعطر للخروج من المنزل: وهذا التعطر فيه خلاف بين الفقهاء، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه.

ثانيًا: حكم التعطر للنساء للخروج من المنزل:

اختلف الفقهاء في حكم التعطر للنساء للخروج من المنزل، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه، ومن أقوال الفقهاء في هذه المسألة:

القول الأول: أجاز التعطر للنساء مطلقًا، سواء كنّ متزوجات أو غير متزوجات، وسواء كنّ يخرجن للحاجة أو للتنزه. وهذا القول هو قول جمهور الفقهاء، ومنهم الإمام الشافعي والإمام أحمد.

القول الثاني: منع التعطر للنساء مطلقًا، سواء كنّ متزوجات أو غير متزوجات، وسواء كنّ يخرجن للحاجة أو للتنزه. وهذا القول هو قول بعض الفقهاء، ومنهم الإمام مالك.

القول الثالث: أجاز التعطر للنساء المتزوجات فقط، ومنع التعطر للنساء غير المتزوجات. وهذا القول هو قول بعض الفقهاء، ومنهم الإمام أبو حنيفة.

ثالثًا: الأدلة على جواز التعطر للنساء للخروج من المنزل:

استدل القائلون بجواز التعطر للنساء للخروج من المنزل بعدة أدلة، منها:

قول الله تعالى: {وَلا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء}.

حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: “خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على نسوة متجملات، فقال: يا معشر النساء، اتقين الله، فإنكن معرضات للفتنة، ما منكن من امرأة تخرج متجملة إلا كانت فتنة”.

حديث عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج من بيته تطيبت عائشة”.

رابعًا: الأدلة على منع التعطر للنساء للخروج من المنزل:

استدل القائلون بمنع التعطر للنساء للخروج من المنزل بعدة أدلة، منها:

حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتعطرات المتبخرجات”.

حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتعطرات للناس”.

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية”.

خامسًا: ضوابط التعطر للنساء للخروج من المنزل:

إذا أجازنا التعطر للنساء للخروج من المنزل، فيجب أن يكون ذلك وفق الضوابط الشرعية التالية:

ألا يكون التعطر برائحة قوية نفاذة، حتى لا تكون المرأة فتنة للرجال.

ألا يكون التعطر بقصد إثارة الشهوات وتلفت الأنظار.

ألا يكون التعطر برائحة محرمة، مثل رائحة الخمر أو رائحة المسك.

ألا يكون التعطر برائحة فيها ضرر على الصحة، مثل بعض العطور التي تحتوي على مواد كيميائية ضارة.

سادسًا: حكم التعطر للنساء في العمرة والحج:

يجوز للنساء التعطر في العمرة والحج، بشرط ألا يكون التعطر برائحة قوية نفاذة، حتى لا تكون المرأة فتنة للرجال.

سابعًا: حكم التعطر للنساء في الصلاة:

يجوز للنساء التعطر في الصلاة، بشرط ألا يكون التعطر برائحة قوية نفاذة، حتى لا تكون المرأة فتنة للمصلين.

الخاتمة:

التعطر للنساء جائز ومستحب للزوج، أما التعطر للخروج من المنزل فيجوز وفق الضوابط الشرعية التي ذكرناها، وبالله تعالى التوفيق.