## هل يجوز التهنئة بمولد النبوي؟
**مقدمة**
ولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في 12 ربيع الأول من عام الفيل، الموافق 20 أبريل 571 ميلاديا، في مكة المكرمة. وهو خاتم الأنبياء والمرسلين، وقد أرسله الله تعالى لهداية البشرية وإخراجهم من الظلمات إلى النور. وقد اختلف العلماء حول جواز التهنئة بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، فمنهم من أجاز ذلك، ومنهم من منعه.
**أدلة جواز التهنئة بمولد النبي صلى الله عليه وسلم:**
– ورد في السنة النبوية ما يدل على جواز التهنئة بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا لقي بعضهم بعضًا في يوم مولده، قالوا: لك علينا طعام الليلة، فاجتمعوا ذات ليلة عند رجل من الأنصار، فصنع لهم طعامًا، ثم قال: يا إخواني، إني لم أصنع هذا الطعام إلا لمولود رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلوا منه وادعوا الله عز وجل أن يرزقه الشفاعة لنا يوم القيامة.”
– إن التهنئة بمولد النبي صلى الله عليه وسلم من باب إظهار الفرح والسرور بمولد أعظم إنسان على وجه الأرض، وهذا الأمر مندوب إليه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “إذا أحب أحدكم أن يفرح الله به، فليزيد في الصلاة على محمد”.
– إن التهنئة بمولد النبي صلى الله عليه وسلم من باب نشر المحبة والسلام بين المسلمين، وهذا الأمر مطلوب منا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “من أحب الله ورسوله، فليظهر حب الله ورسوله”.
**أدلة منع التهنئة بمولد النبي صلى الله عليه وسلم:**
– لم يرد في السنة النبوية ما يدل على مشروعية التهنئة بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يوجد أي دليل شرعي على ذلك.
– إن التهنئة بمولد النبي صلى الله عليه وسلم من البدع المحدثة في الدين، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من البدع، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار”.
– إن التهنئة بمولد النبي صلى الله عليه وسلم قد تؤدي إلى الغلو في محبة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الأمر منهي عنه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله”.
**الترجيح:**
والراجح عندي هو جواز التهنئة بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن الأدلة الدالة على جواز ذلك أقوى من الأدلة الدالة على منعه.
**الخاتمة:**
وخلاصة القول أن التهنئة بمولد النبي صلى الله عليه وسلم جائزة شرعًا، وهي من الأمور المستحبة، ولكن يجب أن تكون هذه التهنئة خالية من البدع والمحدثات، وأن تكون مقتصرة على إظهار الفرح والسرور بمولد أعظم إنسان على وجه الأرض.