هل يجوز التوسل بالنبي

هل يجوز التوسل بالنبي

هل يجوز التوسل بالنبي؟

مقدمة

التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم هو طلب حوائج الله تعالى بواسطة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف أهل العلم في جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم من عدمه، فذهب جمهور أهل العلم إلى جواز التوسل به صلى الله عليه وسلم، وذهب فريق من أهل العلم إلى عدم جواز ذلك. وفي هذا المقال نستعرض الأدلة الواردة من الكتاب والسنة على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، ونرد على شبهات القائلين بعدم الجواز.

أولا: الأدلة من الكتاب والسنة على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم

1. قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [النساء: 64].

في هذه الآية الكريمة أمر الله تعالى الظالمين لنفوسهم بالذهاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليستغفروا الله تعالى عنده، ولم يأمرهم بالذهاب إلى غيره من الأنبياء أو الملائكة أو الأولياء، وهذا يدل على أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جائز ومشروع.

2. قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَنْجِيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ قُلِ اللَّهُ يُنْجِيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ} [الأنعام: 63-64].

في هذه الآية الكريمة أمر الله تعالى الناس بأن يدعو الله تعالى في الشدائد والكربات، ووعدهم بالنصر والنجاة إذا فعلوا ذلك، ولم يقل لهم ادعوا غير الله تعالى من الأنبياء أو الملائكة أو الأولياء، وهذا يدل على أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جائز ومشروع.

3. قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].

في هذه الآية الكريمة أخبر الله تعالى أنه قريب من عباده يجيب دعاء الداعي إذا دعاه، فإذا سأله الناس عن الله تعالى فليخبروهم أنه قريب وأنه يجيب دعاء الداعي، ولم يقل لهم ادعوا غير الله تعالى من الأنبياء أو الملائكة أو الأولياء، وهذا يدل على أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جائز ومشروع.

ثانيا: الأدلة من السنة النبوية على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم

1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشر صلوات” [رواه مسلم].

في هذا الحديث النبوي الشريف حث النبي صلى الله عليه وسلم أمته على الصلاة عليه، ووعدهم بأن الله تعالى يصلي عليهم بعشرة أمثال ما صلوا عليه، وهذا يدل على أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جائز ومشروع.

2. حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يا عمرو بن العاص! أتدري أي آية في كتاب الله معك أعظم؟” قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرًا كثيرًا وسبحوه بكرة وأصيلاً) [رواه مسلم].

في هذا الحديث النبوي الشريف حث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على ذكر الله تعالى وسبحانه كثيرًا، ولم يقل لهم اذكروا غير الله تعالى من الأنبياء أو الملائكة أو الأولياء، وهذا يدل على أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جائز ومشروع.

3. حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا سألت الله فاسأله باسمي” [رواه ابن ماجه].

في هذا الحديث النبوي الشريف أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بأن يسألوا الله تعالى باسمه، ولم يأمرهم بأن يسألوا الله تعالى باسم غيره من الأنبياء أو الملائكة أو الأولياء، وهذا يدل على أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جائز ومشروع.

ثالثًا: الرد على شبهات الق

أضف تعليق