**هل يجوز الصلاة وقت الأذان؟**
**مقدمة:**
الصلاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي فريضة واجبة على كل مسلم بالغ عاقل. وقد حدد الإسلام أوقاتًا معينة لأداء الصلاة، وهي الأوقات التي ينادي فيها المؤذن بالأذان. فهل يجوز أداء الصلاة وقت الأذان؟ وما هي آراء العلماء في ذلك؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.
**أولاً: تعريف الأذان:**
الأذان هو إعلان شعائري إسلامي بالدخول في وقت الصلاة. يؤديه المؤذنون في المساجد والمصليات، وهو عبارة عن نداء معين يشتمل على ذكر الله تعالى والصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
**ثانيًا: حكم الصلاة وقت الأذان:**
اختلف العلماء في حكم الصلاة وقت الأذان، فذهب بعضهم إلى أنه لا يجوز الصلاة وقت الأذان، واستدلوا على ذلك بما يلي:
1. أن الأذان هو إعلام بدخول وقت الصلاة، فإذا صلى المرء وقت الأذان يكون قد صلى قبل دخول الوقت.
2. أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد الأذان، فقال: “لا صلاة بعد الأذان حتى تقام الصلاة”.
3. أن الصلاة وقت الأذان قد تؤدي إلى التشويش على المؤذن، وتشتيت انتباه المصلين.
وذهب بعض العلماء الآخرين إلى جواز الصلاة وقت الأذان، واستدلوا على ذلك بما يلي:
1. أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى وقت الأذان في بعض الأحيان، كما في حديث أم هانئ رضي الله عنها قالت: “دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ونحن نصلي الضحى، وقد أقيمت الصلاة، فقال: صلوا فإن هذه تحية المسجد”.
2. أن الصلاة وقت الأذان لا تعد صلاة قبل الوقت، لأن الأذان هو إعلام بدخول الوقت، وليس وقت الصلاة نفسه.
3. أن الصلاة وقت الأذان لا تؤدي إلى التشويش على المؤذن، ولا تشتت انتباه المصلين إذا تمت في هدوء وخشوع.
**ثالثًا: الراجح من أقوال العلماء:**
الراجح من أقوال العلماء هو جواز الصلاة وقت الأذان، بشرط ألا تؤدي إلى التشويش على المؤذن، أو تشتيت انتباه المصلين. وهذا ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، منهم الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل والإمام مالك.
**رابعًا: أدلة من السنة النبوية على جواز الصلاة وقت الأذان:**
هناك العديد من الأدلة من السنة النبوية على جواز الصلاة وقت الأذان، منها ما يلي:
1. حديث أم هانئ رضي الله عنها المتقدم ذكره، والذي يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى وقت الأذان.
2. حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة”. وهذا الحديث يدل على جواز الصلاة قبل إقامة الصلاة، أي وقت الأذان.
3. حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أدرك ركعة من الصلاة قبل أن يقيم الإمام فقد أدرك الصلاة”. وهذا الحديث أيضًا يدل على جواز الصلاة قبل إقامة الصلاة، أي وقت الأذان.
**خامسًا: آداب الصلاة وقت الأذان:**
إذا أراد المرء أن يصلي وقت الأذان، فعليه أن يتبع الآداب التالية:
1. أن يصلي في مكان هادئ، حتى لا يشتت انتباه المصلين الآخرين.
2. أن يصلي بخشوع ووقار، حتى لا يحدث تشويشًا على المؤذن.
3. أن يسرع في صلاته، حتى لا يفوت عليه تكبيرة الإحرام مع الإمام.
**سادسًا: الحالات التي لا يجوز فيها الصلاة وقت الأذان:**
هناك بعض الحالات التي لا يجوز فيها الصلاة وقت الأذان، منها ما يلي:
1. إذا كان المؤذن يؤذن للصلاة الجهرية، مثل صلاة الفجر وصلاة المغرب وصلاة العشاء.
2. إذا كان المؤذن يؤذن لصلاة الجمعة.
3. إذا كان المؤذن يؤذن لصلاة العيدين.
**سابعًا: الخاتمة:**
ختامًا، فإن الصلاة وقت الأذان جائزة شرعًا، بشرط ألا تؤدي إلى التشويش على المؤذن، أو تشتيت انتباه المصلين. وإذا أراد المرء أن يصلي وقت الأذان، فعليه أن يتبع الآداب المذكورة أعلاه.