هل يجوز الصوم بدون صلاة

هل يجوز الصوم بدون صلاة

هل يجوز الصوم بدون صلاة؟

مقدمة:

الصوم والصلاة من العبادات الأساسية في الإسلام، وقد جعل الله تعالى لكل منهما أحكامه وشروطه الخاصة، وقد ربط الإسلام بين ركني الصوم والصلاة في آيات كثيرة، منها قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}، ومنها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

الحكمة من الصوم والصلاة:

شرع الله تعالى الصوم والصلاة لعباده المسلمين لحكم كثيرة، منها:

التقرب إلى الله تعالى: إن الصوم والصلاة من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ويطلب فيها المغفرة والرحمة والرضوان.

تزكية النفس وتطهيرها: فإن الصوم والصلاة من العبادات التي تزكي النفس وتطهرها من الآثام والذنوب.

تعويد النفس على الصبر والتحمل: فإن الصوم والصلاة من العبادات التي تعود النفس على الصبر والتحمل، وتمنعها من الانصياع للهوى والشهوات.

تربية الفرد المسلم على الإخلاص لله تعالى: فإن الصوم والصلاة من العبادات التي تربى الفرد المسلم على الإخلاص لله تعالى، وتجعله يبتغي وجه الله تعالى في أقواله وأفعاله.

هل يجوز الصوم بدون صلاة؟

اختلف العلماء في حكم صيام من لا يصلي، فذهب الجمهور إلى أنه لا يصح صوم من لا يصلي، واستدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الإسلام بني على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد”.

وذهب بعض العلماء إلى أن صيام من لا يصلي صحيح، واستدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “الصيام جنة من النار”.

الراجح من أقوال العلماء:

الراجح من أقوال العلماء هو القول الذي ذهب إليه الجمهور، وهو أن صيام من لا يصلي لا يصح، وذلك للأدلة الكثيرة التي جاءت في هذا الباب، ولأن الصلاة من أركان الإسلام الخمسة، والصوم من أركان الإسلام الخمسة، ولا يمكن الجمع بين ترك ركن من أركان الإسلام وبين صحة ركن آخر، ولأن الصيام والصلاة متلازمان، ولا يمكن الجمع بينهما، ولأن ترك الصلاة من كبائر الذنوب، والصوم من العبادات التي تكفر بها الذنوب.

الآثار المترتبة على ترك الصلاة:

يترتب على ترك الصلاة آثار كثيرة، منها:

بطلان الصيام: كما تقدم ذكره.

الكفر بالله تعالى: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر”.

دخول النار: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من ترك صلاة متعمدًا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله”.

الخلاصة:

الخلاصة أن الصوم والصلاة من العبادات الأساسية في الإسلام، وشرع الله تعالى لكل منهما أحكامه وشروطه الخاصة، وأن ترك الصلاة من كبائر الذنوب، وأن صيام من لا يصلي لا يصح، وأن على من ترك الصلاة أن يتوب إلى الله تعالى، وأن يداوم على الصلاة، وأن يقضي ما فاته من صلوات.

أضف تعليق