مقدمة
الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو فريضة واجبة على كل مسلم بالغ عاقل قادر، ويبدأ شهر رمضان المبارك من غروب الشمس في اليوم التاسع والعشرين من شهر شعبان إلى غروب الشمس في اليوم التاسع والعشرين من شهر رمضان، ويحرم على المسلم الأكل والشرب والجماع وغيرها من المفطرات خلال ساعات الصيام، ولكن ماذا عن ممارسة العادة السرية؟ هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة السرية؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
1. مفهوم العادة السرية
العادة السرية هي ممارسة جنسية فردية يقوم بها الشخص بنفسه، وعادة ما تكون من خلال استثارة الأعضاء التناسلية باليد أو بأداة أخرى، وقد تكون العادة السرية عادة صحية إذا تمارس باعتدال، ولكنها قد تصبح مشكلة إذا أصبحت مهووسًا بها أو إذا كانت تتداخل مع حياتك اليومية.
2. حكم ممارسة العادة السرية في الإسلام
اختلف الفقهاء في حكم ممارسة العادة السرية في الإسلام، فمنهم من حرمها مطلقًا، ومنهم من أباحها بشرط ألا تؤدي إلى إخراج المني، ومنهم من أباحها بشرط ألا تؤدي إلى إفساد الصيام، وفيما يلي بيان آراء الفقهاء في هذه المسألة:
الرأي الأول: حرم الفقهاء ممارسة العادة السرية مطلقًا، واستدلوا على ذلك بالعديد من النصوص الشرعية، منها قوله تعالى: “وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “من أتى أهله في نهار رمضان فقد بطل صومه”.
الرأي الثاني: أباح الفقهاء ممارسة العادة السرية بشرط ألا تؤدي إلى إخراج المني، واستدلوا على ذلك بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستيقظ من نومه وهو جنب، ولم يأمر من فعل ذلك بالقضاء، وهذا يدل على أن العادة السرية لا تفطر الصائم إذا لم تؤد إلى إخراج المني.
الرأي الثالث: أباح الفقهاء ممارسة العادة السرية بشرط ألا تؤدي إلى إفساد الصيام، واستدلوا على ذلك بأنه لا يجوز للمسلم أن يفعل أي شيء خلال ساعات الصيام من شأنه أن يبطل صومه، ومن ذلك ممارسة العادة السرية إذا كانت تؤدي إلى إثارة الشهوة الجنسية وإخراج المني.
3. هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة السرية؟
اختلف الفقهاء أيضًا في حكم صيام من مارس العادة السرية، فمنهم من قال إنه يبطل صومه، ومنهم من قال إنه لا يبطل صومه إذا لم يؤد إلى إخراج المني، وفيما يلي بيان آراء الفقهاء في هذه المسألة:
الرأي الأول: يرى بعض الفقهاء أن ممارسة العادة السرية تبطل الصوم مطلقًا، سواء أدت إلى إخراج المني أم لا، واستدلوا على ذلك بأن العادة السرية هي نوع من الجماع، والجماع يفسد الصوم.
الرأي الثاني: يرى بعض الفقهاء أن ممارسة العادة السرية لا تبطل الصوم إذا لم تؤد إلى إخراج المني، واستدلوا على ذلك بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستيقظ من نومه وهو جنب، ولم يأمر من فعل ذلك بالقضاء، وهذا يدل على أن العادة السرية لا تفطر الصائم إذا لم تؤد إلى إخراج المني.
الرأي الثالث: يرى بعض الفقهاء أنه لا يجوز للصائم أن يمارس العادة السرية مطلقًا، سواء أدت إلى إخراج المني أم لا، لأنها فعل محرم يفسد الصيام، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: “فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ”.
4. كيفية التغلب على العادة السرية
إذا كنت تعاني من مشكلة العادة السرية، فهناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك على التغلب عليها، ومنها:
حدد مسببات العادة السرية: حاول تحديد العوامل التي تدفعك إلى ممارسة العادة السرية، مثل التوتر أو الملل أو الوحدة، وعندما تعرف هذه العوامل، يمكنك البدء في التعامل معها.
تجنب المواقف التي قد تؤدي إلى ممارسة العادة السرية: إذا كنت تعلم أن هناك مواقف معينة من المحتمل أن تدفعك إلى ممارسة العادة السرية، فحاول تجنب هذه المواقف قدر الإمكان.
اشغل وقتك بالأنشطة المفيدة: حاول ملء وقتك بالأنشطة المفيدة التي لا تترك لك فرصة لممارسة العادة السرية، مثل ممارسة الرياضة أو القراءة أو العمل التطوعي.
استشر طبيبًا أو معالجًا نفسيًا: إذا كنت تعاني من مشكلة العادة السرية ولا تستطيع التغلب عليها بمفردك، فلا تتردد في استشارة طبيب أو معالج نفسي، يمكنهم مساعدتك في تحديد أسباب المشكلة وتطوير خطة علاج مناسبة لك.
5. فضل الصيام
الصيام عبادة عظيمة لها فضل كبير عند الله تعالى، ومن فضائل الصيام:
مغفرة الذنوب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصيام جنة من النار”.
رفع الدرجات: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “والصيام عند الله أفضل من الصدقة”.
استجابة الدعاء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دعوة الصائم لا ترد”.
دخول الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ل