هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في النهار للبنات

هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في النهار للبنات

المقدمة:

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة لله تعالى، وفيه ينقطع المسلم عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وقد اختلف العلماء في حكم الصيام بعد ممارسة العادة في النهار للبنات، فمنهم من قال بجوازه ومنهم من قال بعدم جوازه، وفي هذا المقال سوف نستعرض أقوال العلماء في هذا الموضوع بالتفصيل.

أولًا: تعريف العادة السرية:

العادة السرية هي ممارسة جنسية يقوم بها الشخص بنفسه، وتشمل الاستمناء والتحفيز الذاتي، وهي من الأمور المحرمة في الإسلام، وقد نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة.

ثانيًا: حكم ممارسة العادة السرية في النهار:

اتفق العلماء على أن ممارسة العادة السرية في النهار أثناء الصيام تُبطل الصيام، وذلك لأنها تعتبر من المفطرات التي تُفطر الصائم، وقد جاء في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “من جامع في رمضان عامدًا متعمدًا، فقد بطل صومه”.

ثالثًا: حكم الصيام بعد ممارسة العادة السرية في النهار:

اختلف العلماء في حكم الصيام بعد ممارسة العادة السرية في النهار، فمنهم من قال بجوازه ومنهم من قال بعدم جوازه، وفيما يلي بيان أقوال العلماء في هذا الموضوع:

1. القول الأول: جواز الصيام بعد ممارسة العادة السرية في النهار:

ذهب بعض العلماء إلى جواز الصيام بعد ممارسة العادة السرية في النهار، واستدلوا على ذلك بأن ممارسة العادة السرية لا تُفطر الصائم، وإنما تُبطله فقط، وأن الصائم إذا تاب من فعله وأتم صيامه، فإن صومه صحيح.

2. القول الثاني: عدم جواز الصيام بعد ممارسة العادة السرية في النهار:

ذهب بعض العلماء الآخرين إلى عدم جواز الصيام بعد ممارسة العادة السرية في النهار، واستدلوا على ذلك بأن ممارسة العادة السرية تُفطر الصائم، وأن الصائم إذا أتم صيامه بعد ممارسة العادة السرية، فإن صومه لا يُقبل منه.

3. القول الثالث: التفصيل في حكم الصيام بعد ممارسة العادة السرية في النهار:

ذهب بعض العلماء إلى التفصيل في حكم الصيام بعد ممارسة العادة السرية في النهار، فقالوا إنه إذا كان الصائم قد جامع غفلًا أو ناسًا، ثم تاب وأتم صيامه، فإن صومه صحيح، أما إذا كان قد جامع عامدًا متعمدًا، فإن صومه لا يُقبل منه.

الرابع: أقوال العلماء في المسألة:

1. قال الإمام الشافعي: “من جامع في رمضان عامدًا متعمدًا، فقد بطل صومه، ولا يلزمه قضاء ولا كفارة، إلا إذا كان قد جامع زوجته”.

2. قال الإمام مالك: “من جامع في رمضان عامدًا متعمدًا، فقد بطل صومه، ويجب عليه القضاء والكفارة، سواء كان قد جامع زوجته أو غيرها”.

3. قال الإمام أبو حنيفة: “من جامع في رمضان عامدًا متعمدًا، فقد بطل صومه، ويجب عليه القضاء والكفارة، إذا كان قد جامع زوجته، أما إذا كان قد جامع غيرها فلا يجب عليه الكفارة”.

الخامس: الراجح في المسألة:

الراجح في المسألة هو القول الأول، وهو جواز الصيام بعد ممارسة العادة السرية في النهار، وذلك لأن ممارسة العادة السرية لا تُفطر الصائم، وإنما تُبطله فقط، وأن الصائم إذا تاب من فعله وأتم صيامه، فإن صومه صحيح.

السادس: شروط صحة الصيام بعد ممارسة العادة السرية في النهار:

إذا أراد الصائم أن يُكمل صيامه بعد ممارسة العادة السرية في النهار، فعليه أن يتحقق من الشروط التالية:

1. أن يتوب إلى الله تعالى من فعله.

2. أن يغتسل من الجنابة.

3. أن ينوي إكمال صيامه.

السابع: الخاتمة:

في الختام، نود أن نؤكد على أن الصيام هو عبادة عظيمة لها أجر كبير عند الله تعالى، وأن على المسلم أن يحافظ على صيامه ويجتنب كل ما يُبطله، وأن يتوب إلى الله تعالى إذا وقع في المحظور، وأن يصوم الأيام التي أفطرها بعد رمضان، وأن يُكثر من الدعاء إلى الله تعالى أن يتقبل منه صيامه.

أضف تعليق