هل يجوز صيام ثاني أيام عيد الفطر؟
مقدمة:
عيد الفطر هو يوم عيد للمسلمين في جميع أنحاء العالم، ويأتي بعد شهر رمضان المبارك. وهو يوم احتفال وفرح، يتبادل فيه المسلمون التهاني والتبريكات، ويقيمون الولائم والعزائم. ويحرص المسلمون على صيام يوم واحد بعد عيد الفطر، وهو يوم يسمى “يوم الشك”. ولكن هل يجوز صيام ثاني أيام عيد الفطر؟ هذا ما سوف نتناوله في هذا المقال.
أولاً: حكم صيام ثاني أيام عيد الفطر:
صيام ثاني أيام عيد الفطر غير جائز شرعًا، وقد ورد في السنة النبوية أحاديث صحيحة تدل على ذلك. ومن هذه الأحاديث:
1. حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: “قُلْتُ: يا رسول الله، أَتَصُومُ في يوم العِيدِ؟ قال: لا، هو يوم يأكل الناس ويشربون”.
2. حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الفطر ويوم الأضحى”.
3. حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يومين: يوم الفطر ويوم الأضحى”.
ثانيًا: العلة في تحريم صيام ثاني أيام عيد الفطر:
وردت عدة علل في تحريم صيام ثاني أيام عيد الفطر، ومن هذه العلل:
1. تعظيم العيدين: إن صيام ثاني أيام العيدين من شأنه أن ينتقص من تعظيمهما، حيث أن العيدين هما يومان للفرح والسرور، ومن السنة أن يظهر المسلمون فرحتهم وسرورهم في هذين اليومين.
2. إظهار الفرق بين رمضان والعيدين: صيام ثاني أيام العيدين من شأنه أن يطمس الفرق بين شهر رمضان المبارك والعيدين، حيث أن رمضان شهر صيام، والعيدان هما يومان للفطر والفرح.
3. عدم إشعار الفقراء والمساكين بالحزن: صيام ثاني أيام العيدين من شأنه أن يشعر الفقراء والمساكين بالحزن، حيث أنهم قد لا يجدون ما يفطرون به في هذين اليومين، في حين أن العيدين هما يومان للفرح والسرور للجميع.
ثالثًا: الاستثناءات من تحريم صيام ثاني أيام عيد الفطر:
هناك بعض الحالات التي يجوز فيها صيام ثاني أيام عيد الفطر، ومن هذه الحالات:
1. قضاء صيام رمضان: إذا كان المسلم عليه قضاء أيام من رمضان، ولم يتمكن من قضائها قبل حلول العيد، فيجوز له أن يصوم ثاني أيام العيد لقضاء ما عليه من صيام.
2. صيام النذر: إذا كان المسلم قد نذر أن يصوم يومًا معينًا، وكان هذا اليوم يوافق ثاني أيام العيد، فيجوز له أن يصوم هذا اليوم وفاءً بنذره.
3. صيام الكفارة: إذا كان المسلم عليه كفارة بسبب ارتكاب معصية، ولم يتمكن من أداء الكفارة قبل حلول العيد، فيجوز له أن يصوم ثاني أيام العيد أداءً للكفارة.
رابعًا: حكم صيام ثاني أيام عيد الفطر للمرأة الحائض:
المرأة الحائض لا يجوز لها صيام ثاني أيام عيد الفطر، وذلك لأنها معذورة شرعًا في ترك الصيام. ولا يجوز لها أن تقضي هذا اليوم بعد انتهاء الحيض، لأن قضاء الصيام إنما يكون في حق من فاته الصوم لسبب غير العذر، والحيض عذر شرعي يبيح للمرأة ترك الصيام.
خامسًا: حكم صيام ثاني أيام عيد الفطر للمسافر:
المسافر لا يجوز له صيام ثاني أيام عيد الفطر، وذلك لأن السفر رخصة شرعية تبيح للمسافر الفطر في رمضان. ولا يجوز للمسافر أن يقضي هذا اليوم بعد انتهاء السفر، لأن قضاء الصيام إنما يكون في حق من فاته الصوم لسبب غير الرخصة، والسفر رخصة شرعية تبيح للمسافر الفطر في رمضان.
سادسًا: حكم صيام ثاني أيام عيد الفطر للمريض:
المريض لا يجوز له صيام ثاني أيام عيد الفطر، وذلك لأنه معذور شرعًا في ترك الصيام. ولا يجوز للمريض أن يقضي هذا اليوم بعد انتهاء المرض، لأن قضاء الصيام إنما يكون في حق من فاته الصوم لسبب غير العذر، والمرض عذر شرعي يبيح للمريض ترك الصيام.
سابعًا: حكم صيام ثاني أيام عيد الفطر للصائم تطوعًا:
الصائم تطوعًا لا يجوز له صيام ثاني أيام عيد الفطر، وذلك لأن العيدين هما يومان مفروض فيهما الفطر، والصيام فيهما مناقض لحكمهما. ولا يجوز للصائم تطوعًا أن يقضي هذا اليوم بعد العيد، لأن قضاء الصيام إنما يكون في حق من فاته الصوم لسبب غير العذر، والعيدان هما يومان مفروض فيهما الفطر، والصيام فيهما مناقض لحكمهما.
خاتمة:
صيام ثاني أيام عيد الفطر غير جائز شرعًا، وقد ورد في السنة النبوية أحاديث صحيحة تدل على ذلك. وهناك بعض الحالات التي يجوز فيها صيام ثاني أيام عيد الفطر، ومن هذه الحالات قضاء صيام رمضان، وصيام النذر، وصيام الكفارة. ولا يجوز للمرأة الحائض، ولا للمسافر، ولا للمريض، ولا للصائم تطوعًا أن يصوم ثاني أيام عيد الفطر.